رمتني الغربة بسهم شق جوفي واخترق فؤادي وقطع شرايين حياتي فتوقف نبض قلبي وسال دمي يجري كجريان الأنهار فوددت أن يصل إلى النيل ليبلغه حنيني واشتياقي وذرفت عيني دموعا كأمطار السماء فوددت أن تروي تربة بلادي الحبيبة لكي ينبت زرعها الأخضر فيقطفه أبناء بلادي فكلما أكلوا منه تذكروني ..ويمر نسرها الذهبي الأصفر علي فيلتقطني بمخالبه ويحلق بي في سمائها الزرقاء الصافية لآخذ جولة في ربوعها ومروجها وسهولها ونيلها وألوح بيدي لأبنائها لكي يكون ذلك آخر ما تراه عيني وتغمض عليه جفوني ....ثم يلحق بي في سيناء الحبيبة ليدفنني بها فأكون شهيدا لأم الدنيا في بلاد الغربة...............
|