أحبك يا مصر منذ الصغر ** وحبك في مهجتي يستعر
أحبك أرضا وشعبا أبيا ** أحبك طيرا طليقا نضر
أحبك شمسا وبدرا منيرا ** ونجما تلألأ وقت السحر
أحبك نيلا كريما بفيض ** فيروي القلوب ويروي الشجر
أحبك مهدا وصرحا وحصنا ** ليحمي العروبة عند الخطر
أحبك قلبا حوى مهجتي ** وضم العروبة .. كل البشر
أحبك فجرا يشق الظلام ** يبدد ليل الأسى والضجر
أحبك نورا يعم الوجود ** فيهدي الحيارى كنور القمر
أحبك أرضا تشع الضياء ** وتنشر في الكون لحن الوتر
شبابا عزيزا قويا أبيـّا ** كصخر الجبال فلن ينكسر
شبابا يضحي بروح ونفس ** لأجلك يا مصر هان العـُمـُر
شبابا يثور على المستبد ** على كل ظلم يسود البشر
دماء الشباب النقي النفوس ** هي الطهر تروى كماء المطر
وتنبت أسـْدا تصون البلاد ** وتـُقـْبـِر كل العدا في الحـُفر
وتقتل خوفا طغى في البلاد ** تعيد الحياة لنا تنتصر
وتخلق شعبا يحب الحياة ** ويكره عيش الجبان القذر
فهذي الحياة تحب القوي ** وتكره ضعف الذليل الخـَوَر
********************************
أحبك يا مصر أرض الجدود ** نقشت الحضارة فوق الحجر
قهرت بعلم صروف الزمان ** فهذي الحضارة ملء البصر
أحبك يا مصر شعبا تقيا ** توحد قلبه عند الخطر
يعانق نور الهلال الصليب ** ويرخي السلام كظل الشجر
فينعم بالأمن أبناؤنا ** ويبسم فوق الشفاه الــَّزهـَر
********************************
فماذا أصابك يا مهجتي ** أرى الدمع سيلا غدا ينهمر
أتبكين جمعا كزهر الربا ** قضوا نحبهم بسيوف التتر ؟
هم الفجر أشرق لا تحزني ** دماهم ستبقى فخار السـِّيـَر
و( ميدان تحريرنا ) شاهد ** سيحكي البطولة تحت الشجر
فنهر الخلود ربيع الحياة ** ونهر الدماء بهم يفتخر
فإن شبابك يا مصرنا ** هم الخير والأمل المنتظر
ألا لعنة الله يا مهجتي ** على الظالمين ( رعاة البقر )
فقد هدموا أحرقوا خربوا ** ديارك يا مصرنا كالتتر
فلا تحزني واصبري أبشري ** فقد حـُطـِّم القيد زال الخطر
شعر / أحمد عز