بين التهنئة والتعزية في قصيدة
قال جمال الدين بن نباتة المتوفى سنة 768هجرية
معزيا عن ملك ومهنئا بملك
هناء محا ذاك العزاء المقدما
فما عبس المحزون حتى تبسما*
ثغور ابتسام في ثغور مدامع
شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما*
تدر مجاري الدمع والبشر واضح
كوابل غيث في ضحى الشمس قد همى*
سقى الغيث عنا تربة الملك الذي
عهدنا سجاياه أعز وأكرما*
ودامت يد النعمى على الملك الذي
تدانت به الدنيا وعز به الحمى*
مليكان:هذا قد هوى لضريحه
برغمي وهذا للأسرة قد سما*
ودوحة فضل شاذوي تكافأت
فغصن ذوى منها وآخر قد نما*
كأن ديار الملك غاب إذا انقضى
به ضيغم انشأ الدهر ضيغما*
فإن تك أوقات المؤيدقد خلت
فقد جددت علياك وقتا وموسما*
هو الغيث ولى بالثناء مشيعا
وأبقاك بحرا بالمواهب مفعما*
إذا الغيث صلى خلف جدواك راكعا
ثنت عزمه للاعتراف فسلما*
يراعك يوم السلم ينهل ديمة
وسيفك يوم الحرب ينهل في الدما*
فعش للورى واسلم سعيدا مهنأ
فحظ الورى في أن تعيش وتسلما*
أعدت زمان البشر والجود
والثنا
إلى إن ملأت العين والكف والفما*
__________________
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
|