مناظرة بين الجمل والحصان
قال الجمل : انا أحمل الأحمال الثقال،وأقطع بها المراحل الطوال،وأكابد الكلال،وأصبر على مر النكال،ولايعتريني من ذلك ملال، واصول صولة الإدلال،بل انقاد للطفل الصغير،ولو شئت استصعبت على الاميرالكبير،فأنا الذلول،وللأثقال حمول، لست بالخائن ولا الغلول،ولا الصائل عند الوصول اقطع في الوحول، مايعجز عنه الفحول، وأصابر الظلماء في الهواجر ولا احول،فإذا قضيت حق صاحبي،وبلغت مآربي ألقيت حبلي على غاربي،وذهبت في البوادي اكتسب من الحلال زادي،فإن سمعت صوت حادي سلمت اليه قيادي،وواصلت فيه سهادي،وطلقت طيب رقادي،
ومددت اليه عنقي لبلوغ مرادي،فأنا إن ضللت فالدليل هادي،
وإن زللت أخذ بيدي من إليه انقيادي، وإن ظمئت فذكر الحبيب زادي،وأنا المسخرلكم،بإشارة)وتحمل اثقالكم (فلم أزل بين رحلة ومقام،حتى أصل إلى ذلك المقام. فقال )الحصان(: أنا احمل صاحبي على كاهلي فأجتهد به في السير،
وانطلق به كالطير،اهجم هجوم الليل،واقتحم اقتحام السيل،
فإن كان طالبا أدرك بي طلبه،وإن كان مطلوبا قطعت عنه سببه،وجعلت أسباب الردى عنه محتجبة،فلا يدرك مني إلا الغبار ولا يسمع عني إلا الاخبار وإن كان الجمل هو الصابر المجرب فأنا المقرب السابق، فإذا كان يوم اللقاء قدمت اقدام الواله وسبقت سبق نباله وذلك متخلف لثقل احماله،وإن أوثق سائسي قيدي رأمن قائدي كيدي اغفل عن قيامي وأنعلت الحديد اقدامي كيلا اكل عن اقدامي ، فأنا الموعود لنيل الجاه المشدود للسلامة المقصود للكرامة قد اجزل المنعم علي انعامه وامضى بالعناية الازلية احكامه) فإن الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة(خلقت من الريح والهمت التسبيح وما برح ظهري عزا وبطني كنزا وصهوتي حرزا فكم ركضت في ميدان السباق وما أبديت عجزا ، وكم حززت رءوس أهل النفاق حزا ، وكم اخليت منهم الآفاق )هل تحس منهم من أحد أوتسمع لهم ركزا(