شيخ الأزهر: مصر دولة إسلامية بشهادة الواقع والدستور

شيخ الازهر الامام احمد الطيبالقاهرة: أكد الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن مصر دولة "إسلامية" بشهادة الواقع وبنص الدستور، مشيرا إلى أن طبيعة الدولة الإسلامية هي طبيعة مدنية وليست طائفية على النحو الذي عرفته أوربا في القرون الوسطى.
ونقلت مجلة "المصور" عن الدكتور الطيب خلال حوارها معه الاربعاء، قوله: "كون مصر دولة إسلامية لا يعني أي إهدار لحقوق الطوائف والديانات الأخرى ، بل الإسلام معني بالدفاع عن تلك الحقوق للآخرين وحفظ أنفسهم وممتلكاته وحماية دور عبادتهم بموجب أحكام القرآن الكريم ذاته، وبنفس القدر الذي نحمي به المساجد" .
وقال شيخ الأزهر في رده على سؤال حول النص الدستوري الذي يثير البعض من أن مصر دولة إسلامية، "طبعا دولة إسلامية.. هل مصر غير ذلك، وإذا لم تكن مصر إسلامية فماذا تسميها؟"، موضحا أنه يجب أن نفرق بين الدولة الإسلامية المدنية وبين الدولة الدينية الثيوقراطية التي لا يعرفها تاريخ الإسلام والمسلمين .
وأضاف الطيب، "هناك دساتير أوربية عديدة تنص على أن المسيحية دين الدولة، والنص الدستوري على أن مصر دولة إسلامية تعبير عن هوية مجتمع وهوية دولة لها ثقل في المنطقة، والمنطقة منطقة إسلامية" مؤكدا حديثه حول المساس بإسلامية مصر قائلا: "إذا لم تكن مصر عربية إسلامية فماذا تكون؟ وماذا يحدث لدورها في العالم العربي والإسلامي ؟ إنك إذا أسقطت عن مصر الإسلام والعروبة فكأنك تنزع عنها جلدها وأصلها".
وقال الطيب أن هناك مفكرين وقانونيين أقباط درسوا هذه المسألة وأكدوا على أن الشريعة الإسلامية لا تمثل أي مساس بحقوق الأقليات أو الطوائف الأخرى ، وبالتالي فكون مصر دولة إسلامية وتطبيق الشريعة لا يمس أبدا بحقوق إخواننا الأقباط ، وأضاف شيخ الأزهر قوله : أنا هنا أكرر ما قاله أحد كبار رجال الدين المسيحي الذي قال : أنا تحميني الشريعة الإسلامية والأزهر أكثر مما يحميني أي دستور مكتوب .
وقال فضيلة الشيخ : "إن المسلمين في مصر لا يقبلون أن يرجعوا في تنظيم حياتهم لغير أحكام الشريعة ، وإذا أهدرنا أحكام الشريعة فهل تريدونا مثلا أن نستورد من الغرب أحكام الميراث والزواج ، هذا أسميه عبثا بهويتنا ، وأحب أن أقول أن كبار رجال القانون من الإخوة الأقباط كانوا مشاركين في صياغة دساتير مصر جميعا ، منذ دستور 1923 وحتى الآن ، وجميعهم قبلوا النص على أن دين الدولة هو الإسلام" .
وأكد شيخ الأزهر أن الأخوة بين المسلمين والأقباط في مصر هي واجب ديني وضرورة حياة وهي عميقة وراسخة عبر التاريخ والعيش تحت ظل وطن واحد ، مشيرا إلى أن الانفعالات والأحداث الطائفية التي تقع هنا أو هناك هي عارضة ومنبعها الجهل ، مشيرا إلى أن العلاقات بين القيادات الدينية في الكنيسة والأزهر علاقات طيبة تحفها الأخوة والاحترام المتبادل .