
14-02-2011, 07:57 PM
|
عضو ممتاز
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 247
معدل تقييم المستوى: 17
|
|
(2)
حملتنا سيارة الترحيلات إلى مقر أمن الدولة الفرعي وجلست في الاستراحة مع اثنين من رفاقي، كانا قد مكثا في سجون مبارك 10 سنوات كاملة ، ولم يمض على خروجهم سوى أشهر قليلة، وقد جرت العادة أن يتم استدعاؤهم كل عدة أسابيع لسؤالهم عن نشاطهم وعلاقتهم وأماكن صلاتهم وقناعاتهم الفكرية... ونحو ذلك، وذلك المنهج كان متبعًا مع كل من يتم الإفراج عنهم ، إذ يبقون تحت تلك الرقابة لسنوات أخرى بعد أن يتموا مدة سجنهم التي لم تتحدد بحكم محكمة بل وفق قرار اعتقال من وزير الداخلية ، هكذا ببساطة، يصدر وزير الداخلية قرارا باعتقال من يشاء دون محاكمة أو توجيه اتهام، فصنع لنفسه سلطة قضائية خاصة به، ومع أن قانون الطوارئ لا يسمح باعتقال أي شخص أكثر من 40 يوما دون توجيه اتهام إلا أن وزير الداخلية بإقرار من الهالك حسني مبارك كان يعتقل من يشاء لسنوات ، وإذا تقدم المعتقل بتظلم للسلطة القضائية تصدر المحكمة حكما بالإفراج عنه، ولكن وزارة الداخلية تتحايل على تنفيذ الحكم فيتم إخراج المعتقل من السجن لعدة أيام يقضيها في أحد مقرات أمن الدولة ثم يصدر بحقه قرار اعتقال جديد، وهكذا كانوا يهيمنون على السلطة القضائية ويستعبدون الناس.
بعد ساعة من المكوث في الاستراحة، دخل أحد العاملين في مقر مباحث أمن الدولة وربط عصابة على عيني واصطحبني إلى حجرة أحد الضباط.
بدأ الضابط في توجيه الأسئلة إليّ وكنت معصوب العينين ، فسألني عن بعض محتويات الكتب وما وجده على جهاز الكمبيوتر، كان يريد أن يوحي إليّ أنه يعرف كل شئ عني ، ولكني كنت على يقين أنه لا يعرف شيئا ، وأنه يهدف من ذلك الإيحاء أن يشعرني بأنه لا طائل من محاولة إخفاء أي شئ، لا أريد الخوض في تفاصيل ما سألني عنه، فالهدف هنا عرض نهج جهاز مباحث أمن الدولة الذي مر به الآلاف غيري ممن لم يستطع ذلك الجهاز الوقوف على دليل يوجه بموجبه اتهام لهم ، كانت ردودي مقتضبة ، وفجأة شعرت بصفعة قوية على وجهي، فنزعت العصابة عن عيني بتلقائية، وبعد ثانية واحدة انقض علي ثلاثة أو أربعة من أشباه الرجال ، فأعاد أحدهم العصابة على عيني وكبّل الثاني يديَّ خلف ظهري وانهالت علي الضربات من كل جانب.
يتبع إن شاء الله..
|