عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 15-02-2011, 10:15 PM
مسلم موحد مسلم موحد غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 247
معدل تقييم المستوى: 17
مسلم موحد is on a distinguished road
افتراضي

(5)
عندما دخلت مقر أمن الدولة في لاظوغلي كانت العصابة على عيني، لم أكن قد عرفت مكاني بعد، فسألت من حولي: أين أنا؟، فجاء الرد صفعة قوية متبوعة بصوت أجش يقول : هنا لا ترفع صوتك ولا تتكلم إلا بإذن. ثم طلبوا مني التجرد من ثيابي تماما واقترب مني شخص أعتقد أنه طبيب ، وشرع يفحص جسدي وسألني إن كنت أعاني من أي أمراض أو أتعاطى علاجا ، فأجبت بالنفي، وهنا شعرت بصفعة أخرى وصوت يقول : هنا لا ترفع صوتك ولا تتكلم إلا همسا، ثم أمرني بارتداء ثيابي، واستولى على حذائي فبقيت حافي القدمين وتم تكبيل يديَّ من الأمام بكلبشات حديدية (صناعة تايوانية) وبدأ أحد أمناء الشرطة يملي علي التعليمات وهي:
1- لا ترفع العصابة ( يسمونها الغُمَّاية)عن عينيك ليلا أو نهارا.
2- لا تنطق بحرف دون إذن، وإذا تكلمت لا تتكلم إلا همسا.
3- انس اسمك تماما، أنت هنا لك رقم سنناديك به ورقمك هو 59.
4- لا تحاول مخاطبة رفاقك المحتجزين.
فقلت:أريد الوضوء للصلاة ، فاصطحبني إلى زنزانة ذات باب حديدي سميك وهي عبارة عن مرحاض ومصطبة أسمنتية بحجم السرير بارتفاع نصف متر تقريبا وحنفية مياة، وقال لي توضأ ، قلت أريد تحرير يديّ من الكلبشات ، قال توضأ بها، حاولت رفع العصابة عن عيني لأغسل وجهي فصفعني بقوة قائلا: هل نسيت التعليمات يا 59؟ توضأ بالمسح على الغماية!
كنت أتبين ملامح المكان من تحت العصابة ، ولكن بمجال رؤية محدود، وعندما خرجت من الزنزانة كنت أرى أجسادا مترامية على الأرض معصوبة العينين ، مكبلة الأيدي من الأمام، أكثرهم كانوا من أصحاب اللحى.
جذبني أمين الشرطة إلى مكان ما في إحدى الطرقات التي تفتح عليها أبواب الزنازين وقال لي هذا مكانك لن تفارقه ليلا أو نهارا وحذار من الحركة في أي اتجاه، وأعطاني عبوة مياه للشرب ثم قال: صلّ العصر إن شئت وأرشدني إلى اتجاه القبلة، وبعد الصلاة وجدت نفسي ممددا على الأرض وسط مجموعة المحتجزين العصابة على عيني ، ويداي مكبلتان من الأمام.
بعد دقائق دخل موعد الغذاء فسمعت صوتا يأمر جميع المحتجزين بالجلوس وبدأ توزيع أطباق الطعام وهي أطباق بلاستيكية تحتوي على أرز وفاصوليا بيضاء وخمس كرات من اللحم المفروم، لم أشعر بشهية للطعام، فقلت لمن يوزع الأطباق لست جائعا، فصاح بي: هل تظن نفسك في بيتك هنا ستأكل وفق رغبتنا!.
وبعد الطعام سمعت صوتا ينادي: يا 59 قف، فوقفت وشعرت بيد تجذبني إلى إحدى الحجرات ، وقفت في مواجهة أمين شرطة فقال لي: الآن سنكتب وثيقة تعارف، وأخذ يسألني عن أسماء كل أقاربي ومحل إقامتهم وبعد انتهائه قال: الآن سنقوم بتصويرك، وقفت مواجها المصور الذي أمرني برفع العصابة عن عيني بينما ذهب أمين الشرطة إلى إحدى أركان الحجرة وأخفى وجهه بيده كي لا أراه، عندما رفعت العصابة عن عيني كانت الرؤية مزدوجة ولعل ذلك من أثر الرؤية بعين واحدة من تحت العصابة، وبعد التصوير أعادوا ربط العصابة وأعادوني إلى مكاني.
يتبع إن شاء الله ...