عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 15-02-2011, 10:21 PM
مسلم موحد مسلم موحد غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 247
معدل تقييم المستوى: 17
مسلم موحد is on a distinguished road
افتراضي

(7)
التعذيب في لاظوغلي يتخذ أسلوبين، الأول هو الصعق بالكهرباء كما أوضحت، والآخر هو الحرمان من النوم بإكراه المُحتجز على البقاء واقفا عدة أيام، بالإضافة إلى الضرب ولكنه أسلوب ثانوي، وهناك حرص على الحالة الصحية للمُحتجزين لضمان تحملهم للتعذيب ، إذ يمر كل صباح أحد أمناء الشرطة على المُحتجزين ويسألهم عما يشكون منه، ويحضر لهم ما يحتاجونه من أدوية، كما يمر أمين شرطة آخر حاملا زجاجة مطهر ليقوم بتطهير أماكن الصعق بالكهرباء في الجسد، فأماكن الصعق عادة تتعرض للتسلخ مع تورم بسيط ولون داكن يغشى الجلد و ألم في العضلات القريبة منها.
قضيت الليل واقفا بعد جرعة الكهرباء، وبقيت على هذه الحال إلى أن تم استدعائي في الليلة التالية إلى حجرة التحقيق، وقال لي الضابط بأسلوب هادئ: هاه يا أخ (...) ، هل ستتكلم؟ قلت: نعم ، سأتكلم. وفي الحقيقة لم يكن لدي ما أقوله، فشرعت في تلفيق قصة كاذبة وأعتقد أن الضابط كان يكتب ما أقوله، ولم تكن القصة محبوكة جيدا، فاكتشف الضابط بحكم خبرته كذبها، فاستشاط غيظا، وانهال عليَّ ضربا بكرسي خشبي، وكان يسب سباب الأوساط المنحرفة، ثم أمر بإعادتي إلى الحجز وإبقائي واقفا.
كان التعب قد بلغ بي مبلغا كبيرا وكانت عيني تغفو وأنا واقف، وفقدت القدرة على التفكير، وفي الليلة التالية استدعاني وقال بصوت هادئ: هل ستتكلم أم قمت بإعداد قصة جديدة؟ قلت: لو كان عندي قصة لما لفقت تلك القصة، قال: أنت إذن تريد أن تتعذب؟
وتكرر ما حدث في الليلة الأولى من صعق بالكهرباء، وشعرت أني على حافة الموت، فقلت: سأموت، فقال الضابط: مُت وسنضعك في (كيس) ونرميك في الصحراء!
لم أفهم لم كان الضابط يصر على إخفائي للكثير مع أنه لم يكن يمتلك أي دليل!، أهكذا يأخذون الناس بالظن، أم هي الحماقة؟
يُتبع إن شاء الله...