عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26-02-2011, 12:24 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

صور من العدالة في الإسلام

ضرب الرسول صلى الله عيه و سلم أروع الأمثلة للخلق العظيم و من أهمها العدل في التعامل. و قد صار على نهجه الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب و الذي سماه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق و الباطل و كان العدل من أهم سماته منذ أن دخل في الإسلام. و لقد خطب عمر في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه.) وهذا يدل على قمة المساواة و العدل. فلقد أعطى عمر بن الخطاب الرعية الحق في أن يقوموه بالسيف إن لم يستقم بعكس ما هو قائم حيث أن معظم الحكام لا يسمحون إلا بتبجيلهم و تعظيمهم واضعين نفسهم في مرتبة أعلى من بقية البشر. كما أن عمر بن الخطاب في وقت خلافته خطب في الناس في وجود الولاة ليعرفوا حقوقهم و واجباتهم قائلا: (إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، و يشتموا أعراضكم، و يأخذوا أموالكم و لكن استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم و سنة نبيكم عليه الصلاة و السلام، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له على يرفعها إلى حتى أقص منه. فقال عمرو بن العاص: ياأمير المؤمنين أرأيت إن أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه؟ فقال عمر: و مالي لا أقصه منه و قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه؟)


و بجانب العدل و المساواة، فلقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في العطاء و التكافل الاجتماعي بين الأغنياء و الفقراء. فلقد كان أبو بكر الصديق يملك أربعون ألف درهما من تجارته لم يتبقى منهم سوى خمسة آلاف درهم أنفقهم على الفقراء من المسلمين الذين كانوا يذوقون ألوانا من العذاب لإسلامهم. و يتضح العطاء أيضا من علي بن أبي طالب حيث أنه تصدق بثلاثة أرغفة لم يكن يملك سواهم و أعطاهم لمسكين و يتيم و أسير.

و من ثم، فإن العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من مساواة بين جميع أفراد المجتمع حتى بين الحاكم و المحكوم و بما تتضمنه من تكافل اجتماعي تعد من أهم القيم التي قام عليها الإسلام و مارسها الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة بدقة لبناء مجتمع قوي و متماسك؛ الإخاء و المحبة و الترابط من أهم سماته. و برغم غياب الممارسة الحقيقية لهذه المفاهيم في عصرنا الحالي، فيجب على كل الأمة الإسلامية استرجاع ما علمه لنا الإسلام و رسوله حتى نعيد البناء القوي لمجتمعنا و الشعور بالمحبة و الأمان و الطمأنينة الذي يعاني مجتمعنا من غيابه.
__________________
رد مع اقتباس