الموضوع: بدأت أكتب
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28-02-2011, 08:34 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

في الهدف
ترأس كل مدرسة فصلاً تجهز له الشهادات و تحل مشاكله قدر الإستطاعة و قد وقع هذا الفصل في قسمتي،و قد أعلنت أنني سأحل المشاكل قدر الإمكان ، معظم الوقت يعقدون الأمور بحل مشاكلهم بألسنتهم و أيديهم .
جاءني الصغير شاكياً : تلفت كرته عرضاً أثناء اللعب ، و حكم الكابتن بينهم فأخبرهم أن يعوضوه ، لكنهم رفضوا حكم الكابتن. كما رفض والده أن يشتري له غيرها حتى تتحسن درجاته ، و الكرة و الصبيان حكاية، مادة أحاديثهم ، محور إنتصاراتهم ، أمل و حلم في المجد و الشهرة ، يلوح طيفه في الأفق ، يحوم حيناً ، حياتهم بدونها تنقص كثيراً.
يستثمر الأب في تعليم إبنه ثم لا يجد لإستثماره عائدًا ، يضغط الأب كي يشكّـل ، لتتحسن الدرجات ، ضغط يحدث خللاً ، طاقة زائدة في هذه السن لا يدري الفتى ما يفعل بها سوى ركل الكرة ، يمنعهم آباؤهم عن الرياضة فيصبون الوقود فوق ألسنة اللهب فتزداد إشتعالًا، ينصرف الأولاد عن اللعب حيث لا كرة إلى الحديث مع الفتيات ، يجد من تصغي له فيسكن لهذا الحل المعطوب ,
أربعون جنيهاً وجدتها في جيبي ، مؤكد كنت بحاجة إليها، لكنني اِستثمرتها في كرة جديدة تبقى بينهم أيام الأسبوع و آخذها في نهاية الأسبوع ، ألعب بها مع الأولاد في البيت ، راهنت على جيل يشق طريقه لا يجد من يعتني به ، ففعلت إلى حين .
تعاودني هواجس تزعم أن الأمر لا يعنيني و أنه واجب الآباء نحو أبنائهم ، بل واجب المدرسة تجاه التلاميذ، بل واجب المجتمع تجاههم ، لا أتوانى ، تقدمت حيث تأخر غيري .
كان يغسلها بالشامبو أول صحبتها له ، عناية لها كلما اتسخت حتى أقنعته أن الطين بعض جلدها ، فليجرِعليها القدر بما هو حقها .
اِمتدت حكاياتها زمنًا ، كتب قلمي قصصًا عن فريق التحدي ، عن البطل ذي الاِلتزام العميق و توأمه الموهوب و الكابتن ذي التسريحة الأفضل ، و ذاك ذي القدم الذهبية و الركلة التي شقت الشبكة ، و قريبتها الصاروخية المميتة ، و غيرها من التعابير التي غابت من ذاكرتي مع كل ما يتعلق بكرة القدم، إذ غاب عن عالمي الرجال .
ثم جاءت لحظة يحسب فيها العقل التالي:
الأولاد لا ينضبطون في الفصول ، حضورًا و درسًا و قولاً و فعلًا وصلاة و أدبًا ، و ضغطك تشكلين المكان على نحو ما و هو بكل من فيه يتحرك في إتجاه معاكس ، حتى متى تقبضين على الجمر ؟!
الحساب ، إنصاتي له يسكت كل صوت ، لقوله جاذبية تطغى . أخطط تدريجياً للإنسحاب .
المستديرة ذات البريق التي ناولتنا بهجة أشهرًا عديدة ، صارت توقعنا في مشاكل مع الكابتن ، يغضب عليهم لأقل سبب و لغير ما سبب و لأسباب وجيهة فيعتقلها عنده ، أحررها من سجنها لأجدها عنده بعد عدة أيام .... أنا لا أهوى المشاكل بالذات مع من هو أشد مني قوة .
إحكم بيننا يا قدر ، أقبل حكمك راضية .. يسرع الزمن يطلبنا حثيثًا ، يعيبها فتفقد جاذبيتها، لم تعد تروي حكاية و لا تملأ عينًا بهجة ، تركتها بجوار صندوق القمامة ، لم أجدها في اليوم التالي ، تبدأ حكاية جديدة، تسعد أولاد أخر يقنعون بما هو أقل .
**************
رد مع اقتباس