الموضوع: بدأت أكتب
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 07-03-2011, 09:35 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

لم ألحظه سريعًا ، يشغله الفكر عن البشر ، هاتفني ذات مساء، يسأل ، دفعني للتفكير العميق ، أمر أتجنبه ، تأتيني الضحالة و الضآلة من كل مكان ، فألقي ما حباني به المولى من ملكات بعيداً ، لا أعدو ما يدوّي ، يلح لا يهدأ ، حسناً ، ألمح في البئر ما يروي غليله ، أحكي حتى يأخذه الصمت مني ، شغله الفكر ، حسنًا تركت الدعاء برهة طويلة ، أدعو ، يكفي هذا ، تصبح على خير .
رسم حلماً ذات رسالة ، حزين ، رغم أنه تقدم للمركز الأول في مدرسته ، استحقه بجدارة ، حلم راوده أعواماً، طلبت منه أن لا يعجل عليه فقد رأيته يطلبه يسعى إليه على مهل .
ثم سألني _ يعرف مناوشاتي في عالم الغيب : أيكون لي شأن في المستقبل؟
لا لن أقول ، بل أفكر كيف أجيبه ، لا يلزمه ما أخبرته به قبلاً . أضيء مصباح فكري و أجيل البصر في قصد سؤاله . سطع من الفكر شعاع ، أثبته في حاسبي ، أرسلت نحو التالي :
راودني حلم النظر للغيب فأعرف ما يقع قبل أن يقع لأخطو نحو الهدف دون تسديدات ضائعة ، احفظ الطاقة ، اصرفها نحو ما ينجح فقط ، و إذ اشتد المرض ، فتح باب كهذا فولجت ، أرى أشياء قبل أن تحدث ، لم تنفعني ، إذ لم يعطني يداً تحكم أمراً فتغيره ، كان فتنة ، أحمد الله أن زالت .
لا لحظة ، خرجت بعبرة : الخطوة ذاتها مقصودة على هذا النحو ، و إلا كيف ترتب أن نلتقي على هذا النحو؟!
احتسب الخير في كل خطوة تسيرها لمدرستك و لا تعجل على رزقك ، لابد أن يشتد عودك قبل أن تحمّلك الحياة أخطاراً جسيمة كتلك.
كانت تلك الأيام التي أحاول الاِحتفاظ بسورة يوسف في مداركي ، أكثر من ترديدها ، تعلق بذهني عبرة عن شاب من خيرة خلق الله يرتب الله له الأمور ليكون له شأن ، عين الله تكلأه منذ أن بدا لهم أن يقتلوه ، تدفع عنه الأذى فيلقونه في بئر ، حيث من يحمله إلى حيث مقامه و شأنه و الله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون.
تحاول إغواءه فلا تصل إليه فهو من عباد الله المخلصين ، يتهمونه فيبرأه شاهد من أهلها. يسجنونه ، لا ضير فحفظ الله يحوطه، يجلس لتبليغ دعوته يعبد ربه غير عابئ بسجنه ، و يدخل معه السجن فتيان فيحفظ الله منهما من يدل الملك عليه ، فيستخلصه لنفسه ، يخرج حفيظ عليم لأرزاق البشر ، بعض صفات مولاه .
ألقوه في غيابة الجب ، أم ألقوا بأنفسهم في ضنك الإثم ؟ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم و كبيرهم لا يبرح مصر حتى يأذن له أبوه، حزن أب و نبي أذهب بصره ، لم يذهب هباء ، قميص علّم مسلم أن يستخرج من العرق قطرة يداوي بها المياه البيضاء التي تذهب بالبصر و لا دواء لها إلا تلك القطرة القرآنية ، العبرة بالنهاية .
سئل الإمام أحمد : أيهما أفضل : أن يُمكن الرجل أم أن يُبتلى ؟
أجاب مبتلى تمكن ، فقه إذ خبر : لا يُمكّن الرجل حتى يُبتلى.
نشرته في منتدى ... تمضي دقائق معدودة تحضر معها عدة ردود تدهشني من نفر أمّـنوا على دعائي و تذكروا ربهم و رسلهم و فكروا في حالهم ، و أعجبهم ما حصل و ما كتبت .
كان يعجبه هاري بوتر ، الحبكة و النهاية غير المتوقعة و الأحداث الكثيرة و الثبات على الموقف ، صار له سحر مثله ، هذه المرة بطرف من الحق، هذا أفضل.
هذا الخير لأجل خاطرة خطرت بباله ! لله دره ، لن أزم نبع الماء هذا عله يرويه و غيره في السبع العجاف بدا ظلهن ، هنا حيث تلحقني قدرتي على التنبؤ ، أو أن القدر يأخذ مني فيسجل على الأرض . أكتب له التالي دون كامل وعي:
أترك الأمور هنا ، فلا قبل لي بأكثر من ذلك .
كان آخر ما قرأ لي .
أجل لهذا كتبت!
اللهم عالم غيب السماوات و الأرض رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما اكفنا بحلالك عن حرامك و أغننا بفضلك عمن سواك و اجعل لنا شأنًا في نصرة دينك و إقامة أحكام كتابك. توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين. آمين.
*****************************
رد مع اقتباس