عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28-03-2011, 02:16 AM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

بناء مسجد قبة الصخرة





بنى هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان وسماه الأوربيون



خطأ مسجد عمر، وقد رصد الخليفة لأعماره أموالاً طائلة، قال ابن



كثير: ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال



والعمال ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه،



وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس،



وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد



أن يفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا فيه، فبثوا النفقات وأكثروا،



فبنوا القبة فجاءت في أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون



وحفاها بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة وخداماً بأنواع الطيب









والمسك والعنبر وماء الورد والزعفران، يعملون منه غاليه



ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعلا فيها من قناديل الذهب



والفضة والسلاسل الذهبية والفضية شيئاً كثيراً، وفرشاها بأنواع



البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شمَّ من مسافة بعيدة،



وقد عملوا فيها من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئاً كثيراً مما



في الآخرة، فصورا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول



الله صلى الله عليه وسلم ووادي جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع



منه، فاغتر الناس بذلك إلى زماننا... وبالجملة فإن صخرة بيت



المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض



بهجة ومنظراً، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر



والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير وأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء



بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه، فضل



من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال، وقيل ثلاثمائة



ألف مثقال، فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك، فكتب إليهما قد



وهبته لكما، فكتبا إليه إنا لو استطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد



من حلي نساءنا، فكتب إليهما: إذا أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على



القبة والأبواب، فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها



من الذهب القديم والحديث








الشكل النهائي



، وهناك عدة أسئلة تطرح نفسها: ما سبب بناء هذا المسجد



وبهذا الإتقان والإبداع؟ ولماذا تزامن مع حركة ابن الزبير في



الحجاز؟، إن أول المؤرخين الذين حاولوا إيجاد التسويغ لبناء



مسجد قبة الصخرة المشرفة هو اليعقوبي (ت 284) وقد ربط ذلك



بالحكم والخلافة حينئذ، وأوجد صيغة مشتركة في التعامل بين



السلطة الأموية والمجتمع، لأن معظم العالم الإسلامي كان قد بايع



عبد الله بن الزبير بالخلافة (64 ـ 73هـ) ما عدا إقليم الأردن، فقد



قال في كتابه: ومنع عبد الملك أهل الشام من الحج، وذلك لأن ابن



الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، فلما رأى عبد الملك ذلك



منعهم من الخروج إلى مكة فضج الناس وقالوا: تمنعنا من حج



بيت الله الحرام، وهو فرض علينا، فقال: هذا ابن شهاب الزهري



يحدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا



إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي ومسجد بيت



المقدس. وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام، وهذه الصخرة التي












يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع قدمه عليها لما صعد إلى



السماء. واليعقوبي راوي الأثر السابق مؤرخ شيعي إمامي كان



يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب



العباسي، وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة



نظر الشيعة الإمامية، فهو لا يعترف بالخلافة إلا لعلي بن أبي



طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة، ويسمي علي



بالوصي، وعندما أرخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف



إليهم لقب الخلافة إنما تولى الأمر فلان، ثم لم يترك واحداً منهم



دون أن يطعن فيه، وكذلك كبار الصحابة، وقد ذكر عن عائشة



رضي الله عنها أخباراً سيئة وكذلك عن خالد بن الوليد، وعمرو



بن العاص،، ومعاوية بن أبي سفيان، وعرض خبر السقيفة خبراً



مشيناً، إدعى فيه إنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من



علي بن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره، وطريقته في سياق



الاتهامات ـ الباطلة ـ هي طريقة قومه من أهل التشيع وهي إما



اختلاق الخبر بالكلية، أو التزيد في الخبر، والإضافة عليه أو



عرضه في غير صياغه ومحله حتى يتحرف معناه، ومن الملاحظ



أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك وعندما ذكر



خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء، كما وصف دولتهم في كتابه



البلدان باسم الدولة المباركة، مما يعكس نفاقه وتستره وراء



شعار التقية وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في



كتابة التاريخ الإسلامي، وهو مرجع لكثير من المستشرقين



والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجاله،



مع أنه لا قيمة له من الناحية العلمية إذ يغلب على القسم الأول



القصص والأساطير والخرافات، والقسم الثاني كتب من زاوية



نظر حزبية، كما أنه يفتقد من الناحية المنهجية لأبسط قواعد



التوثيق العلمي. هذا هو اليعقوبي الذي اعتمده المؤرخون



المتأخرون في روايته قصة بناء مسجد قبة الصخرة أو مسجد



بيت المقدس على حد تعبيره، وعلينا أن نتحفظ من رواية



اليعقوبي الآنفة الذكر ونعتبرها خارجة عن الإطار المقبول لأنه لا



يعقل رجل بمستوى عبد الملك في دهائه ومكره وعقله وفقهه



يضع نفسه موضع شبهة الكفر، فيصد الناس عن الحج إلى بيت



الله الحرام، هذا من ناحية العقل والمنطق،وأما من ناحية السند



فقد بينا ولم نسمع أن أحداً من خصوم الأمويين أوردوا ذلك في



مطاعنهم على عبد الملك ـ سوى الشيعة ـ. كما أن الإمام الزهري



لم يلتق بعبد الملك إلا بعد مقتل ابن الزبير، فقد نقل الذهبي عن



الليث بن سعد أنه قال: قدِم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنين



وثمانين. وقد نص على أن ابن الزبير قتل سنة 72هـ، وبعد مقتله



استوثقت الممالك لعبد الملك، فليس هو في حاجة لمن يضع له



أحاديث لصرف الناس عن الحج والزهري لم يكن عند مقتل ابن



الزبير ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية بحيث تتقبل منه حديثاً



موضوعاً يلغي به فريضة الحج الثابتة بالقرآن والأحاديث



الصحيحة وذلك لصغر سنه، فإنه قد ولد بعد الخمسين من



الهجرة، وصداقته بعبد الملك وتردده عليه لا يقدح في أمانته



ودينه، وأما حديث شد الرحال فهو صحيح رواه البخاري ومسلم



وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من العلماء، قال عنه ابن تيميه:



وهو حديث مستفيض، متلقى بالقبول، أجمع أهل العلم على



صحته وتلقيه بالقبول والتصديق، ولم ينفرد الزهري رحمه الله



برواية هذا الحديث حتى يتهم بوضعه، والحديث ليس فيه فضل



قبة الصخرة وليس فيه الدعوة إلى الحج إليها والطواف حولها



بدلاً عن الكعبة كما يدعي بعض المزورين، وغاية ما فيه فضل



الصلاة في بيت المقدس وزيارته، وأما الصخرة فقد ذكر ابن القيم



أن كل حديث فيها فهو كذب مفترى، وقد قام الدكتور حارث بن



سليمان الضاري بنسف هذه الشبهة في كتابه القيم الإمام الزهري



وأثره في السنة في ثلاثة عشر صفحة وأتى بحجج دامغة قوية



لمن يبحث عن الحقيقة العلمية.

المهلب بن ابي صفرة والقضاء على حركة الخوارج



وصف المهلب بن أبي صفرة الأزدي وشيء من أقواله:


... وصف المهلب بأنه كان نزر الكلام وجيزه، يفضل فعله على

لسانه، متلطفاً في إجاباته، كاتماً للسر، حليماً في موضع الحلم،

شديداً في موضع الشدة، وإن كان الحلم أغلب عليه، فيروى أن

رجلاً شتمه فلم يرد عليه: فقيل له لم حلمت عنه؟ قال: لم أعرف

مساويه وكرهت أن أبهته بما ليس فيه، واتصف المهلب بصبره

واناته في أعماله وحروبه وكان يقول: إناة في عواقبها فوت خير

من عجلة في عواقبها درك، وعندما كان الحجّاج يستعجله

بمناجزة الأزارقة الخوارج، أجابه بقوله: إن البلاء كل البلاء أن

يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره، ومما اشتهر به المهلب

في حروبه هو إعداده للبيات وأحكامه الأمور، أي أنه كان يباغت

أعداءه بشن الهجوم عليهم ليلاً فيحرز انتصارات مؤزرة، واشتهر

المهلب بكرمه وسخائه، ومن أقواله لأبنائه في هذا الباب: ما

رأيت أحداً بين يدي قط إلا أحببت أن أرى ثيابي عليه، واعلموا يا

بني أن ثيابكم على غيركم أحسن منها عليكم، وكان يحرص على

شراء ود الناس وله قول مأثور في ذلك: عجبت لمن يشتري

المماليك بماله ولا يشتري الأحرار بمعروفه، وقيل له بما ظفرت؟

قال: بطاعة الحزم، ومعصية الهوى


ظل الخوارج فرقة واحدة يتبنون أفكاراً ومبادئ واحدة بصفة

عامة إلى ما بعد وفاة يزيد بدأوا ينشقون على أنفسهم وكلما

اختلف أحدهم مع رفاقه في الرأي، انشق عنهم مكوناً له فرقة

خاصة، حتى وصل عدد فرقهم إلى أكثر من ثلاثين فرقة، ومن

أشهر فرق الخوارج التي قاتلها عبد الملك الأزارقة والصفرية.


أولاً الأزارقة: هم أتباع نافع بن الأزرق ، الذين يعدون أشد فرق

الخوارج تطرفاً في الأفكار والمبادئ وجنوحاً إلى العنف، وكان

زعيم هذه الفرقة هو أول من أحدث الخلاف بين الخوارج لتطرفه،

فقد برئ من القاعدين، الذين لا يخرجون معه للقتال، كما قال

بكفر من لم يهاجر إليه. فضلاً عن إباحته أموال ودماء مخالفيه،

وتكفيره لمرتكب الكبيرة وحكمه بخلوده في النارومن أهم ما

تميزت به هذه الفرقة.


ـ الانفصال الكامل عن المجتمع المسلم، حيث زعم نافع وأتباعه

أن دار مخالفيهم دار كفر.


ـ إيمانهم بمبدا


الاستعراض فكانوا يتعرضون للناس بالقتل والنهب، فقد أباحوا

لأنفسهم قتل الرجال والنساء والصبيان((من المسلمين)).


ـ أنهم كفروا القعدة. ونافع أول من أظهر البراءة من القعدة عن

القتال، وإن كانوا موافقين له على دينه وكفر من لم يهاجر إليه

فهذه من أهم البدع الني فارق بها الأزارقة بقية الخوارج.

فارق الأزارقه بقيادة نافع بن الأزرق عبد الله بن الزبير عند ما

تبين لهم أنه لم يكن على رأيهم فيما يذهبون إليه، وقد أنبث أفراد

هذه الفرقة الخارجية في مناطق البصرة والأهواز وما وراءها من

بلاد فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وصاروا يحاربون

المسلمين جهاراً، وجاءت تولية المهلب على حرب الأزارقة بناء

على اختيار أهل البصرة له واقتران ذلك بموافقة عبد الله بن

الزبير، إلا أن المهلب لم يخرج لقتالهم إلا بعد أن اشترط على أهل

البصرة جملة شروط أجابوه إليها، فخوّل الحق باختيار من يشاء

من المقاتلة، وأن تكون له أمرة وخراج كل بلد يقع في حوزته،

وانتخب المهلب اثني عشر ألف رجل من أخماس البصرة، ولم

يكن بيت المال سوى مئتي ألف درهم عجزت عن عطاء الجند

وعن تجهيزاتهم، فبعث المهلب إلى التجار وقال لهم أن تجارتكم

منذ حول قد كُسرِت بانقطاع موارد الأهواز وفارس عنكم، فهلمّ

فبايعوني وأخرجوا معي أُوفيكم إن شاء الله حقوقكم، فأخذ منهم

من المال ما يصلح به عسكره، واتخذ لأصحابه ما يلزم من

التجهيزات، فلما انتصر المهلب على الخوارج، قام بجباية الخراج

من الكور حتى قضى للتجار ما أخذ منهم.


استمر المهلب يقاوم الخوارج ما يقرب من عامين، ثم استدعاه

مصعب بن الزبير الذي أصبح والي البصرة من قبل أخيه عبد الله

ليشترك معه في حرب المختار الثقفي سنة 67هـ وبعد هزيمة

المختار عين مصعب المهلب والياً على الموصل والجزيرة

وأذربيجان وأرمينية، ولكن أحد لم يستطع أن يقوم مقام المهلب

في مقاومة الخوارج مما اضطر مصعباً أن يستدعيه من الموصل

ليتولى قتالهم من جديد، وبينما المهلب يقاوم الخوارج في

الأهواز تمكن عبد الملك بن مروان من سيطرة الدولة الأموية

على العراق، بعد مقتل مصعب بن الزبير سنة 72هـ، وولي أخاه

بشر بن مروان على العراق وأمره بإبقاء المهلب على حرب

الخوارج ومساعدته، فعمل بشر بما أمره به أخوه وبرهن المهلب

على إخلاصه في حرب الخوارج الأزارقة مهما كانت السلطة التي

تصدر إليه الأوامر، فكما قاتلهم تحت لواء آل الزبير استمر

يقتالهم تحت لواء عبد الملك، ولما أسندت ولاية العراق إلى

الحجّاج بن يوسف الثقفي سنة 75هـ جدّ في مساعدة المهلب

وحشد له العراقيين وشد أزره، فاشتد في مقاومتهم حتى تمكن من

القضاء على خطرهم، وقد أتاح له الخوارج أنفسهم فرصة كسر

شوكتهم عندما انقسموا على أنفسهم قسمين، قسم تزعمه رجل

اسمه عبد ربه فقد قضي عليه المهلب نهائياً، وأما قطري بن

الفجاءة ومجموعته فقد رحلوا إلى طبرستان، ولكن المهلب تمكن

من القضاء عليهم سنة 77هـ بمساعدة جيش أرسله إليه الحجّاج

بقيادة سفيان بن الأبرد الكلبي، وهكذا قضى المهلب على خطر من

أكبر الأخطار التي هددت الدولة الأموية في عهد عبدالملك بن

مروان، وهم الخوارج الأزارقة الذين كان مسرح عملياتهم العراق

وبلاد فارس وكرمان والأهواز، واستمرت حركتهم ثلاثة عشر

عاماً 65 ـ 78هـ


كانت سياسة المهلب تقوم على النفس الطويل في محاربة

الخوارج وكان ينتظر تفجيرهم من الداخل، حتى يهون عليه

أمرهم ويسهل القضاء عليهم، فقد كتب إلى الحجّاج: إني انتظر

منهم ثلاث خصال: موت صاحبهم قطري بن الفجاءة أو فرقة

وتشتيتاً أو جوعاً قاتلاً، ولم تخطيء تقديرات المهلب للخوارج إذ

سرعان ما دبّ الشقاق في صفوف الأزارقة، فما كان من المهلب

إلا أن انتهز الفرصة فصعّد الخلاف في صفوفهم، فعمد إلى حيلة

ناجحة، فقد عرف بين الخوارج رجلاً يصنع السهام المسمومة،

فأرسل المهلب أحد أصحابه، بكتاب أمره أن يلقيه بين عساكر

قطري سراً كتب فيه: أما بعد، فإن نصالك وصلت وقد أنفذت إليك

ألف درهم. فلما استوضح عن الصانع أنكر فقام قطري بن الفجاءة

بقتله، فخالفه بذلك عبد ربه الكبير ووقع خلاف جديد. وتعميقاً

للخلاف في صفوف الخوارج جنّد المهلب رجلاً نصرانياً وأمره أن

يسجد لقطري بن الفجاءة فلما شاهده الخوارج أنكروا ذلك عليه

وقتلوا النصراني واتهموا زعيمهم بتأليه نفسه. وأخذ الخوارج

يقتتلون فيما بينهم، بينما المهلب ينتظر النتائج النهائية، التي

تسفر عنها هذه التصفيات ليتفرغ لها مما جعله لا يمتثل لأمر

الحجّاج عندما طالبه بمقاتلتهم، بل كتب له: إني لست أرى أن

أقاتلهم ما دام يقتل بعضهم بعضاً، فإن تمّوا على ذلك، فهو الذي

تريد وفيه هلاكهم، وإن اجتمعوا لم يجتمعوا إلا وقد رمق بعضهم

بعضاً، فأناهضهم حينئذ، وهو أهون ما كانوا وأضعهم شوكة إن

شاء الله تعالى، فكف عنه الحجّاج، وتركهم المهلب يقتتلون شهراً

لا يحركهم، ثم سار إليهم المهلب وتهيأت له الخوارج بقيادة عبد

ربه الكبير ثم تلا ذلك قتل شديد تمكن المهلب في نهايته من

طردهم من جيرفت، ثم لاحقهم حتى هزمهم هزيمة منكرة، وقتل

زعيمهم عبد ربه


ولم ينج منهم إلا عدد قليل، ولعل نجاح المهلب يعود إلى أسلوبه

الحربي، الذي يعتمد على المطاولة ويتجنب العجلة، بجانب قيادته

الحكيمة وشجاعته وخبرته العسكرية ومكره في الحروب. قال الشاعر:


قد يدرك المرء بالتدبير ما عجزت

عنه الكمأة ولم يحمل على بطل


... ونتيجة انتصاراته ضد الخوارج فقد رأى فيه الخليفة عبد

الملك بأنه قادر على إيجاد التوازن بين الأطراف القبلية المتنازعة

فولاّه على خراسان، فمكث فيها خمس سنوات إلى أن توفي عام 82هـ.



__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !