اصبح يتسكع فى الشوارع الغبراء وكان فى حالة يتعذر الهيمنة عليها
وفجاة اثناء سيره فى الطريق وجد عشيقته , لقد كان شعورا مذهلا وعواطفه بلغت الغليان والطريق كان فارغا من كل آدمى, والجو كان هادئا , والسماء صافية , والنجوم تلمع بشراهة وكأنهم اتفقوا جميعا على أن يحتفلوا بهذا اللقاء.
مد بصره نحوها وناداها , نظرت خلفها فى شكوك وظنون ثم قالت فى دهشة
نعم .. انه هو .. يا الهى ماذا افعل ؟!
تقدم نحوها بعد ان سيطر على ذاته بقوة خارقة حتى لا يتلعثم فى كلماته
وقف امامها فى اضطراب رهيب ثم ما لبث ان تحرر من كل هذا
فيقول صاحبنا وثغره باسم : أتدرى انى لطالما انتظرت تلك اللحظات حتى اخرج لكى ما فى جعبتى من مشاعر واحاسيس تنتابنى بين لحظة وآخرى
لا اعرف حقا من اين ابدا كلماتى ولكن ما انا فيه الأن يجعلنى اصرخ بحديثى فأنتى التى رايت فيكى الشمس التى سوف تعوضنى خيرا من الشمس الغاربة وتسقينى من نبع حنانها وتروينى من عطشها
كانت دائما طوال حديثه ما تنظر فى عينيه بل تحاول ان تغرق بداخلهم فلعلها تعوض شوق ليلة من ليالى وحدتها
ثم قالت بصوت خافت ينتابه هدوء وخجل : كنت اعتقد ان الايام قد جعلتك تنسانى ..
- كيف أنساكى وانتى حب حياتى الاول ؟ ... لقد احببتك حب ما بعده حب .. ورائيت فيكى الملاك الطاهر المنقى من الدنايا .. صحيح ان هذا اول لقاء بيننا ولكن اشعر بأننى اعرفك من عشرات السنين .. فخلدى لم يغفل عنكى طوال هذه الفترة التى حاولت مرارا وتكرارا ان اصل لكى بآى غاية ولكن القدر كان حريصا على ألا يحدث ذلك ...
ثم قاطعته مبتسمة قائلة : لندع كل شئ مزعج يمر كانه لم يحدث
واكلمت , أننى لم اكن اعلم بانك تحمل كل هذه المعانى الصافية من الحب فكلماتك اجتاحت أعماق أعماق قلبى ورائيت فى عيناك جبل من الحنان يضمنى بين يديه
ولم تكمل كلماتها حتى قال : اُحبك
فردت فى لهفة : وأنا اعشقك ولن اكمل طريقى إلا بجوارك
صمتا لدقائق وعيناهم معلقتان ووجهيهما يشعان نورا فرحةً وابتهاجا ,ً لقد شعروا فى هذه اللحظة الرومانسية الرقيقة الهادئة كنسيم البحر وهمس الطيور في صباح جديد على موج البحر بشعور قلما ترسمه الكلمات.
ثم تشابكت الأصابع واحتضنت يده يداها
وساروا فى طريقهم يتهامسان