عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-04-2011, 08:16 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(5) ما يلي يؤلمني .. فقط لعل أحداً يحتاجه
انتبهت من إغفاءتي فجأة ، وعيي مشتت، إحدانا ضغطت زراً لعلها هي التي وضعت السماعة على أذني لأستمع لأذكار الصباح تنطلق من الحاسب ، جهاز يشكل وجودي هذه الأيام.
تزن في أذني حتى يتلاشى عقلي في ضجيجها :
نامي .. نامي .. نامي ، لن أواجه أحداً اليوم .. اليوم بالذات ينقلبون ضدك .. حانت منيتك .. لا لن أذهب لهذا العمل مجدداً.. لا قبل لي به .. لن ترغميني على ذلك اليوم!
تناتيف من الذكر تمر بأذني كلما تعبت من كثرة العويل في أذني . اليوم أمرها زائد عن الحد ، ما الذي أغضبها هكذا ؟ سدت باب اليوم بطوله أمامي!
في لحظة قوة قلت لها سأستخير المولى للوصول للقرار الأمثل بشأن الخروج اليوم ، لنستأذن مالك اليوم المولى سبحانه و تعالى . هدأت و انزوت زمناً ريثما استجمعت أفكاري عما يخفض وجودها و يلغي صوتها. التلبينة: دقيق الشعير أطهوه في اللبن تغمره القشطة و أحليه بالعسل و لدي مؤنة من كبد لم يكتمل نضجه، غارق في دمه، يجهز عليها بالتأكيد، مجرب ... نسيتها و أنا أواصل استعدادي .
خاب ظنها فقد ذهبت لعملي و أنجزته بطيب خاطر رغم أنف خلل نتنفسه يسد مسارات الإدراك و العاطفة و الأمل ، أبوابه تفضي لظلمة .
تذكرتها إذ عدت للبيت . واجهتها شامتة : كذبت ، مر اليوم بسلام ، أسباب القلق انتفت ، أبواب للشر غلـّقت، أبدلت نوافذ نور و محبة. موكبي يتحرك، إن لم يصل بر نجاة فسأغيره ، لكن ليس الآن. فالكثير معلق بذاك الدماغ ، ابقه صافٍ .
التعب تركها تلفظ أنفاسها فلم تحر جواباً . و أنا لم أعد أبالي بقطعة الطين تلك و لا بها!
أما ذو الدراسة العلمية النفسية و الحس النبيه و النبض الحي (حس رجولي لا أقبله كإمرأة على علاته) فقد طلب مني أن لا أطاوعها أو أترك عملي لأجل صوتها ، يزعم أن الأمر مع العمل أهون . قال ذات جلسة : لا مسار يفضي لباب الشفاء بل نبحث عما تصير به الحياة أفضل (لحسن حظه أنه لم يرَ وجهها العكر!)
أحياناً توسوس بالخلاص من الطين تعد بالخلاص من الألم إذ أحقق لها طلبها.
أخبرها أنه لا يحق لي أن أبدد ما لا أملك .
تعاند: لا شأن لي ، تصرفي! أتركها و شأنها رغم الإرهاق يغمرني فيض إصرارها و صريرها .
رد مع اقتباس