اعلم أن سعة العلم وكثرة العبادة وظهور الفضل ليست من موانع الخطأ والزلل مطلقاً،
فإن الله سبحانه لم يعصم أحداً من الناس
-غير الأنبياء - عن ذلك ،
وقد يكون العالم مشتهراً بين الخاصة والعامة بالعلم والفضل وله لسان صدقٍ في الأمة ومع ذلك تقع منه الزلات والهفوات والتي قد يكون بعضها عظيماً فلا يتبع فيما زل فيه ،
بل يجب التنبيه على ذلك سواء كان المنبه فاضلاً أو مفضولاً لأن مراد الجميع الحق ،
ولهذا الأمر كثر التحذير من زلات العلماء في كلام الصحابة رضوان الله عليهم ،
لأن العلم مظنة الاتِّباع ،
ومن ذلك قول عمر - رضي الله عنه -
ثلاث يهدمن الدين : زلة عالم ،
وجدال منافق بالقرآن ،
وأئمة مضلون)
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه