السلف هم صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعدهم خلف نحن خلف لهم ولكن البعض يطلق اللفظ عليهم الان لكونهم يسمون انفسهم بذلك ولا نعيب على احد من العماء حاشا لله ولكن نعيب على اصحاب التشدد والعصبيه لرايهم وفقط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)
انظر فتح البارى فقه الحديث في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع, فإنه لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب؛ وليس المراد منع طلب الأَكمل في العبادة فهو من الأمور المحمودة، ولكن المراد هو منع الإِفراط المؤدي إلى الملال, أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأَفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة؛ ومن التنطع أيضا الأخذ بالعزيمة في مواضع الرخصة، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعماله إلى حصول الضرر
عن ابن الأدرع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْر بِالْمُغَالَبَةِ)(2)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُون - قَالَهَا ثَلَاثًا)(3) أي المتعمقون الغالون
والتنطع والإفراط والغلو قد يؤدي إلى الخروج من الدين، كما حصل للخوارج الذين غلو في الدين وتنطعوا فيه حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم (يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ)(8)، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في الدين فقال (وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)(9)؛ فالتنطع والإفراط والغلو في اي شيء يؤدي إلى عكس المراد من فعل الشيء. قال ابن حجر: (الأَولى للعامل بذلك أن لا يجهد نفسه بحيث
يعجز وينقطِع , بل يعمل بتلطف وتدريج ليدوم عمله ولا ينقطع)(10).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله)
اليس عنوان الموضوع يا صاحب الموضوع تهكم وسخريه من عالم جليل؟