عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-04-2011, 02:39 PM
مهندس محمد حماد مهندس محمد حماد غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 720
معدل تقييم المستوى: 17
مهندس محمد حماد is on a distinguished road
افتراضي

الآية الشريفة :

{ وقال اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومُرساها إن ربي لغفور رحيم } هود : 41


القراءة المتداولة هي قراءة مجراها بفتح اللام, ومرساها بضمه.

وقد فٌرئت ( مَجْرِيهَا ) بإمالة الراء والألف وفتح الميم.

هل قراءة ( مجريها ومرسيها ) صحيحة أم لا؟

يوجد شرح مستفيض للزجاج حول هذا الجانب ذكره في التهذيب, أضعه أمامكم للفائدة :

" وقد قرئت على وجوه, قرئت " مَجْراها" بفتح الميم, و " مُرْساها " بضم الميم. وقرئت " مُجْراها " و " مُرساها " بضم الميمين جميعا. ويجوز " مَجراها " و " مَرْساها" و كل ذلك صواب حسن.

فأما من قرأ " مَجراها " بفتح الميم, فالمعنى : جريها. ومُرساها المعنى : و بالله يقع إرساؤها, أي إقرارها. ومن قرأ : " مُجراها و مُرساها ". فمعنى ذلك : بالله إجراؤها و بالله إرساؤها يقال : أجريته مُجرى و إجراء في معنى واحد. ومن قال : " مَجْراها " و " مرساها " فهو على جرت جريا و مجرى, ورست رسُوا و مرسى. والمرسى المستقر

و يجوز فيه شيء لم يقرأ به ولا ينبغي أن يقرأ به لأن القراءة سنة متبعة : " باسم الله مجريها على وجهين أحدهما الحال, المعنى : مجريا لها و مرسيا لها. كما تقول : مررت بزيد ضاربَها على الحال. ويجوز أن يكون منصوبا على المدح, أعني " مجريها و مرسيها " ويجوز أن يكون " مجريها و مرسيها " في موضع رفع على إضمار هو مجريها و مرسيها " انتهى.


وقد أشار الطبري في جامع البيان إلى هذه القراءات المتعددة لهذه الآية :

" واختلفت القراء فـي قراءة قوله: { بسْمِ اللَّهِ مَـجْرَاها وَمُرْساها } فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـيـين : « بِسْمِ اللَّهِ مُـجْرَاها ومُرْساها» بضمّ الـميـم فـي الـحرفـين كلـيهما. وإذا قرىء كذلك كان من أجرى وأرسى، وكان فـيه وجهان من الإعراب: أحدهما الرفع بـمعنى: بسم الله إجراؤها وإرساؤها، فـيكون الـمُـجْرى والـمُرْسَى مرفوعين حينئذ بـالبـاء التـي فـي قوله: { بِسْمِ اللَّهِ }. والآخر بـالنصب، بـمعنى: بسم الله عند إجرائها وإرسائها، أو وقت إجرائها وإرسائها، فـيكون قوله: «بسم الله» كلاماً مكتفـياً بنفسه، كقول القائل عند ابتدائه فـي عمل يعمله: بسم الله، ثم يكون الـمُـجْرى والـمُرسَى منصوبـين علـى ما نصبت العرب قولهم الـحمد لله سرارك وإهلالَك، يعنون الهلال أوّله وآخره، كأنهم قالوا: الـحمد لله أوّل الهلال وآخره، ومسموع منهم أيضاً: الـحمد لله ما إهلالُك إلـى سرارك.

وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفـيـين: { بسْمِ اللَّهِ مَـجْرَاها وَمُرْساها } بفتـح الـميـم من «مَـجْراها»، وضمها من «مُرْساها»، فجعلوا «مـجراها» مصدرا من جري يجري مَـجْرًى، ومُرساها من أرسَى يُرْسِي إرساءً. وإذا قرىء ذلك كذلك كان فـي إعرابهما من الوجهين نـحو الذي فـيهما إذا قرئا: «مُـجراها ومُرساها» بضم الـميـم فـيهما علـى ما بـيَّنت.

ورُوي عن أبـي رجاء العُطاردي أنه كان يقرأ ذلك: «بِسمِ اللَّهِ مَـجْرِيها وَمُرْسِيها» بضمّ الـميـم فـيهما، ويصيرهما نعتًا لله. وإذا قرئا كذلك، كان فـيهما أيضا وجهان من الإعراب، غير أن أحدهما الـخفض وهو الأغلب علـيهما من وجهي الإعراب لأن معنى الكلام علـى هذه القراءة: بسم الله مُـجْرِي الفلك ومُرسِيها، فـالـمُـجْرَى نعت لاسم الله.

وقد يحتـمل أن يكون نصبـا، وهو الوجه الثانـي، لأنه يحسن دخول الألف واللام فـي الـمُـجِري والـمُرْسِي، كقولك بسم الله الـمُـجْريها والـمُرْسِيها، وإذا حذفتا نصبتا علـى الـحال، إذ كان فـيهما معنى النكرة، وإن كانا مضافـين إلـى الـمعرفة. وقد ذُكر عن بعض الكوفـيـين أنه قرأ ذلك: «مَـجْراها ومَرْساها»، بفتـح الـميـم فـيهما جميعا، مِنْ جَرَى ورَسَا كأنه وجهه إلـى أنه فـي حال جريها وحال رسوها، وجعل كلتا الصفتـين للفُلْك كما قال عنترة:

فَصَبَرْتُ نَفْساً عِنْدَ ذلكَ حُرَّةً
تَرْسُو إذَا نَفْسُ الـجَبـانِ تَطَلَّعُ

والقراءة التـي نـختارها فـي ذلك قراءة من قرأ: { بِسْمِ اللَّهِ مَـجْرَاها } بفتـح الـميـم { وَمُرْساها } بضم الـميـم، بـمعنى: بسم الله حين تَـجْري وحين تُرْسِي. " انتهى

المصدر:
http://www.aljsad.net/t88334.html
رد مع اقتباس