عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 08-12-2007, 07:17 PM
الصورة الرمزية الرهينه
الرهينه الرهينه غير متواجد حالياً
طالبه جامعيه ( كليه تجاره )
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
العمر: 34
المشاركات: 1,655
معدل تقييم المستوى: 0
الرهينه is an unknown quantity at this point
افتراضي

- اتاخرت المرة دي نص ساعة بحالها ..

صمت ولم يرد ..

- ينفع كدة يعني خليتني على نار المدة دي كلها؟ ..

مازال حسام صامتا ..

- اتأخرت ليه بقى ؟؟

دقائق مرت صامتة أيضا ..

- حسام ..

- هه ؟ أيوة يا حسناء أنا معاكي ..

قطبت جبينها في ضيق ..

- لا مش معايا .. فيه حد واخد عقلك غيري ؟؟اعترف

- اه ..

كان صوته شاردا للغاية فلم يلحظ أنه رد على سؤالها بالإيجاب ..

وبدأ فؤاد حسناء يغلي ..

- مين دي ؟؟ اسمها ايه وشفتها فين ؟

ضحك حسام رغما عنه ..

ثم عاد صامتا من جديد ..

ومع كل دقيقة صمت .. كان غضب حسناء يزداد اشتعالا ..

ما هذا ..

انه لا يفقه ما يقوله لها ..

انه في عالم اخر ..

- حسام .. ايه اللي حصلك ؟؟

- أنا عاوز أسألك سؤال يا حسناء ..

فاجأها بالجملة ..

- اسأل يا حبيبي ... دا انت لو سألتني عيني هـ ....

- لو باباكي ..........

ضمت حسناء يدها على شكل قبضة وضغت بقوة من الغيظ ..

لقد كانت تغازله .. وقاطعها ..

ماذا يحدث هنا ..

- ماله بابايا هو كمان ..

- لو باباكي رفع السماعة من الناحية التانية دلوقتي وسمعنا ..

- هااااااااااااااااااه

شهقة .. خرجت من حلق حسناء رغما عنها حين تخيلت المنظر ..


وحسام يكمل ..

- هتعملي ايه ؟؟

برغمها .. وضعت حسناء السماعة وخرجت مسرعة الى صالة البيت ..

نظرت الى الجهاز الاخر .. كان في مكانه صامتا ..

تنهدت في راحة وعادت الى غرفتها ..

- أيوة يا حسام ..

- هتعملي ايه يا حسناء ؟؟

- انا كنت رحت فيها ..

قالتها شاردة ..

فهي مازلت تتخيل المشهد المرعب في خيالها ..

واعتصرت السماعة في قوة ..

- لو ده حصل ..معرفش بابا ممكن يعمل ايه .. ولا ماما .. ولا اخواتي .. ولا جيراني .. ولا ..............

- طب وربنا ..

- ربنا ؟؟

- ربنا كان شايفنا طول الوقت يا حسناء ..

اشمعنى هو مش خايفين منه ؟؟

كانت يتكلم وقد تكونت غصة في حلقه ..

حتى انه سعل عدة مرات في قوة ..

وتخيلته حسناء وهو يمسك السماعة ويعتصرها بقوة ..

وعينيه تلمعان .. من الدموع ..

انه حزين بقدر ما هو حائر بقدر ما هو غاضب من نفسه ..

و بقدر ما هو خائف ..

- ربنا عارف يا حسام ..

قالتها حسناء في حزم بعد فترة صمت ..

وأنصت حسام ..

- عارف اللي جوانا

- قصدك يعني ان ......

- أيوة .. ربنا عالم اننا جادين ومش بنلعب ..

ومش ناويين نعمل حاجة غلط ..

وان آخر مشوارنا حلال ف حلال ..

لكن بابا ما يعرفش .. وهيفتكر حاجة تانية ..

هيفتكرنا بنغلط ..

ومش هنقدر نقنعه بالحقيقة ..

مش هنقدر يا حسام ..

صمتت ..

تنتظر ردة فعله ..

كانت متأكدة ان كلماتها سرت في عقله ..

ربما اقتنع بما قالت ..

- مش كدة والا ايه يا حسام ؟؟

مازال صامتا ..

ثم ..

- يعني احنا صح يا حسناء ؟؟

حائرا قالها ..

- الا صح .. طبعا صح ..

وابتسمت ..

تخيلت انه رأى ابتسامتها تلك فاطمئن قلبه ..

أغلقت معه بعدما ودعته الى لقاء آخر ..

وأسندت رأسها على حافة السرير ..

كانت الشمس قد بدأت تصحو من نومها ..

تضفي خيوطا محمرة خجولة على غرفة حسناء ..

وكانت حسناء تفكر بعمق ..

ماذا حدث لحبيبها ..

لقد كانت سعيدة .. وكان هو سعيد ..

بل كانا في أسعد أيام حياتهما ..

نظرت الى خاتمه في يدها ..

مالذي غيره ..

مالذي جعله حائرا شاردا حزينا ..

فيما مضى عندما يكون معها ..

كان يشرد عن الدنيا ومافيها الا هي ..

ماالذي قلب الموازين اذن ..

نظرت مرة أخرى الى الخاتم .. وتذكرت يوم الحديقة ..

تذكرت فكرته البارعة لاقناعها واستمالة تصديقها له ..

لقد نجح .. بجدارة نجح ..

ألقت عينيها على خيوط الشمس اللامعة وابتسمت في ثقة ..

سأريك يا حسام أفكاري أنا ..

سأريك ألاعيبي أنا التي ستجعلك تعود كما كنت ..

حسام الذي ملك على كياني ..








في اليوم التالي ..

ارتفع رنين هاتفها المحمول في حقيبتها ..

كانت تهم بالخروج الى الكلية ..

تقضية واجب ليس إلا ..

فتحت حيبتها في ضجر ..

أهذا وقته ! ..

لكنها ما ان رأت الاسم يزين شاشة الهاتف حتى ابتسمت في رقة .. وأسرعت بالإجابه ..

- حسام .. يا صباح الحب .. يا صباح الـ ...

لم تتم كلماتها حين سمعت من على الهاتف يتكلم ..

واستمعت وهي صامته ..

طالت كلمات من على الطرف الآخر ..

ومع كل دقيقة .. كان وجه حسناء يتغير ..

اتسعت عيناها ..

وارتجفت يدها ..

وانطلقت من حلقها صرخة مكتومة ..

ومن على الهاتف مازال يتحدث ..

ثم لم تقو رجلها أكثر من ذلك ..

فسقطت مغشياً عليها .