ستغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)
لم يعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على ما وعد به بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ولا مانع من أن يكون من أسباب المغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر، فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن دونه كلهم عباد لله، ومحتاجون لرحمته.
يجب أن يكون الإستغفار بالقلب واللسان.
---------------------------
التوبة
حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، قال:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده) تابعه أبو عوانة، وجرير عن الأعمش
وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمارة: سمعت الحارث
وقال شُعبة وأبو مسلم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد
وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله
حدثني إسحق: أخبرنا حبان: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة)
التوبة: هي الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته ولها شروط خمسة
1. الإخلاص لله عز وجل
2. الندم على مافات من المعصية
3. الإقلاع عن الذنب في الحال
4. العزم على أن لا يعود في المستقبل
5. أن تكون في الوقت المقبولة فيه وذلك يكون لكل إنسان قبل حلول الأجل ولعموم الناس قبل طلوع الشمس من مغربها. لقوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها
والتوبة واجبة بأمر الله تعالى وإن الإنسان إذا أصر على المعصية صارت الصغيرة كبيرة.
الصحيح أن من تاب من ذنب تاب الله عليه حتى ولو كان من جنسه كالذي تاب من النظر إلى النساء وهو يكلمهن ولم يتب عن الكلام فالله تعالى يقبل توبته عن هذا الذنب.
وقال ابن القيم رحمه الله: إن المسألة لها غور يعني عمق، أما التوبة المطلقة التي يستحق بها الإنسان الثناء ويجعل من التوابين فهذه لا تصح من ذنب بالإصرار على غيره، وأما مطلق التوبة فإنها تصح من ذنب مع الإصرار على غيره، فهذا تائب وليس تواب(بتصرف)
الموقوف قوله: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، هذا من قول ابن مسعود.
المرفوع قوله: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده)
وذلك أن المؤمن يخاف من ذنوبه لأنها مخوفة فهي كشررة الجمر ربما تولد السعير لأن الإنسان إذا استهان بالصغيرة ثم بأخرى ثم بثالثة يتدرج حتى يصل إلى الكبائر لهذا قال أهل العلم إن المعاصي بريد الكفر.
والفاجر يذنب يذنب ولا يبالي، فإذا رأيت من نفسك أن تتساهل مع الذنوب ولا تتعاظهما فاعلم أن فيك مرض.
وفي الحديث إثبات الفرح لله عز وجل وهو حق على حقيقته ولا يصح أن يفسر بالمبادرة بالثواب لأن هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه والقاعدة عند أهل السنة والجماعة أن يوصف الله عز وجل بما وصف به نفسه في كتابه وما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم من دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فنؤمن بأن هذه الصفات حق ولكن دون تمثيل لأنه الله تعالى يقول ليس كمثله شيء.
فالله سبحانه وتعالى يفرح هذا الفرح وهو غني عن العبد.
ملاحظة قالها الشيخ رداً على سؤال لماذا كان يستغفر النبي/ نحن نفعل الذنوب شهوة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله اجتهاداً منه ويكون خطأ، أو ما يظن هو الأنسب والناسب (العصمة تعني العصمة من الإقرار على الذنب يعني الإستمرار عليه)