عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-04-2011, 03:31 PM
T!to T!to غير متواجد حالياً
عضو خبرة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,682
معدل تقييم المستوى: 18
T!to is a jewel in the rough
افتراضي

باب الدعاء إذا انتبه بالليل
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سلمة، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
بت عند ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته، فغسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام، فأتى القربة فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءاً بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ، فصلى، فقمت فتمطيت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، فتوضأت، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً) قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلاً من ولد العباس، فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتبه من الليل يقرأ آخر عشر آيات من آل عمران ويقول ما قاله ابن عباس في الحديث وفيه دليل على بساطة ماكان به النبي صلى الله عليه وسلم وزهده. وفيه دليل على التورية لقول ابن عباس تمطيت يعني ليتبين أنه كأنه قام الآن من نومه كي لا يرى أنه كان يراقبه ودليل على جواز نية الإمامة داخل الصلاة لأن ابن عباس دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته مأموماً وأن المأموم الواحد يكون عن يمين الإمام ودليل على جواز الحركة لمصلحة الصلاة. الوقوف يمين المصلي هو استحباب وليس وجوب ولو كان للوجوب لنبهه بعد سلامه. لأن القاعدة عند أهل العلم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يؤخذ على سبيل الاستحاب لا على سبيل الوجوب.
وأما الجمع بينه وبين حديث عائشة عن أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي 11 ركعة، أنها حكت ما رأت على أنه روي عنها أيضاً بوجه صحيح أنه كان يصلي 13 ركعة وعلى هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مرة 11 ومرة 13 عشرة وفيه دليل على أن النوم لا ينقض الوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وسمع له صوت النائم وقام ولم يتوضأ فيدل ذلك على أن النوم لا ينقض الوضوء ولكن قد يقول قائل أن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لأنه تنام عيناه ولا ينام قلبه لذلك لا ينقض وضوءه وقد يقال الأصل عدم الخصوصية وأن مراده صلى الله عليه وسلم بقوله تنام عيناه ولا ينام قلبه في الذكر لكن الأول أظهر.
وفيه هذا الدعاء والنور في الدعاء نور معنوياً يبصر به الحق
وفي بصري نورا: أيضاً معنويا حتى يرى المنكر منكرا والمعروف معروف
وفي سمعي نوراً: أيضاً معنوية
وهذه مدارك العلوم (إن السمع والبصر الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) فسأل الله أن يجعل النور في هذه الثلاثة.
ودعائه بأن يجعل نوراً في الجهات الست فهو حسي
أما دعائه واجعلني نوراً أي اجعلني أو واجعل لي نورا أي مناراَ يقتدي به غيره.

من كتاب فتح الباري لابن حجر
وسبع في التابوت: قال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت. وجزم القرطبي في " المفهم " وغير واحد بأن المراد بالتابوت الجسد أي أن السبع المذكورة تتعلق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدم فإنه يتعلق بالمعاني كالجهات الست وإن كان السمع والبصر من الجسد
والخصلتين: الأظهر أن المراد بهما اللسان والنفس وهما اللذان زادهما عقيل في روايته عند مسلم وهما من جملة الجسد وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت وبذلك جزم القرطبي في " المفهم " ولا ينافيه ما عداه والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي من طريق داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده "
من كتاب فتح الباري لابن حجر


زوال العقل ، ويكون إما بزواله بالكلية ، وهو رفع العقل وذلك بالجنون ، أو تغطيته بسبب يوجب ذلك لمدة معيّنة كالنوم والإغماء والسكر وما أشبه ذلك .
ويراجع كتاب الشرح الممتع لابن عثيمين ج/1 ص/219-250

هذه ملاحظة كي لا يفهم من الكلام في الشرح أن النوم لا ينقض الوضوء لأن الشيخ كان يشرح ويناقش بعض آراء أهل العلم
رد مع اقتباس