قمْ في فم الدنيا وحيِّ الأزْهرا
وانثر على سمع الزمان الجوْهرا
وَاذكرْهُ بعْد المسجديْنِ معظَماَ
لمِساجدِ اللًهِ الثلاثَة مكْبرا
وَاخْشعْ مَليا واقْضِ حقً أَئِمًةٍ
طَلَعُوا بِهِ زهْرًا وَمَاجوا أَبْحُرَا
كَانُوْا أجَلً مِنَ المُلُوكِ جلالة
واعز سلطانا وافخم مظهرا
زَمَن المَخاَوِفِ كَانَ فِيْه جَنَابُهُمْ
حَرَمَ الأمَانِ وَكانَ ظِلًهُمُ الذَّرَا
مِنْ كُل بَحْرِ فيِ الشَريِعَة زَاخِرٍ
ويُريكة الخلق العَظيمُ غَضَنفْرَا
لا تَحذ حَذْو عِصَابَةٍ مَفْتُوُنَةٍ
يَجدُوْن كل قَديْمِ شَيء منكْرا
يَا مَعْهَداً أفْنَى القرونَ جِدَارهُ
وَطوَى اللَيَالي ركْنُهُ والأعصرَا
وأتى الزمَاَنُ عَلَيْهِ يَحْمِي سُنةً
وَيَذُوْد عَنْ نُسُكٍ وَيَمْنَعُ مَشْعرَا
عَيْن مِنَ الفُرْقَانِ فَاضَ نَمِيُرهَا
وَحيًا مِنَ الفُصْحَى جَرَى وَتَحذَرَا
|