الموضوع: مواقف وعبر
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-12-2007, 02:57 AM
الصورة الرمزية أمة الرحمن
أمة الرحمن أمة الرحمن غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 34
المشاركات: 334
معدل تقييم المستوى: 18
أمة الرحمن is on a distinguished road
New مواقف وعبر(3)

ان شاء الله هكمل موضوع (مواقف وعبر) من كتاب الدكتور (محمد داود) ويارب يعجبكم
تميل حينا و تستقيم حينا
جاء رجل الى الحسن البصري،فقال :يا أبا سعيد ما تقول في رجل يذنب ثم يتوب؟. قال الحسن: لم يزدد بتوبته من الله الا قربا،قال الرجل:ثم عاد في ذنبه ثم تاب.قال الحسن:لم يزدد بتوبته الا شرفا عند الله تعالى فان مثل المؤمن مثل السنبلة تميل حينا وتستقيم حينا،ثم قرأ قول الله تعالى:"ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون"(سورة الأعراف)
العظة المأخوذة من هذا الموقف:هذا الموقف يوضح لنا مدى رحمة الله بعباده،فالرجل الذي أذنب ثم تاب ثم عاد الى الذنب مرة أخرى ثم تاب أخبره الحسن البصري بان توبته المتكرره تزيده من الله قربا وشرفا.ويجب أن نميز بين الرجوع للذنب في غفلة وبين الاستهتار والاستخفاف بفعل العاصي ،فالمستغفر العاصي الذي يصر على المعصية يحذره النبي(صلى الله عليه وسلم ) بقوله:
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له،والتائب من الذنب وهو معاود اليه كالمستهزئ بربه"
ولقد وعد الله التائبين اذا صدقوا في توبتهم بأن يغفر لهم ويبدل سيئاتهم حسنات،قال تعالى:"الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما"(سورة الفرقان)
بقيت كلها
أعطى النبي(عليه الصلاة والسلام)شاه للسيدة عائشة(رضي الله عنها)لكي توزعها على الفقراء،وبعد وقت يسير سأل النبي (عليه الصلاة والسلام) السيدة عائشة عن توزيع لحم الشاه فقالت:ذهبت كلها ولم يبق غير كتفها.فقال النبي(عليه الصلاة والسلام):"بل بقيت كلها ولم يذهب غير كتفها" ثم قرأ قول الله تعالى"ما عندكم ينفد وما عند الله باق"(سورة النحل)
العظة المأخوذة من هذا الموقف:هذا الموقف يوضح لنا أن ما ننفقه في سبيل ابتغاء مرضات الله هو الذي يبقى و ما عدا ذلك من طعام وشراب وملبس وغير ذلك من شئون الدنيا فهو يفنى. قال تعالى"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "(سورة البقرة)
ويجب على المؤمن أن يتصدق بأفضل ما عنده حيث قال تعالى:"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"(سورة آل عمران).ويظن بعض الناس أن ثواب الصدقة يكون في الآخرة فقط ولكن للصدقة ثواب آخر في الدنيا حيث قال تعالى"وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" (سورة سبأ)
بالايمان يتجدد الأمل
رأى ابراهيم بن أدهم رجلا تبدو عليه علامات الضيق والحزن فقال:يا أخي اني سائلك عن ثلاث فأجبني،الأولى:أيحدث في هذا الكون شىء لايريده الله عز وجل؟.قال الرجل:لا.فسأله الثانية:أينقص شىء من رزقك قدره الله لك؟.قال الرجل :لا.فسأله الثالثة:أينقص من عمرك لحظة كتبها الله لك؟.قال الرجل:لا.فقال ابراهيم بن أدهم للرجل:"فعلام الحزن يا رجل؟!"
العظة المأخوذة من هذا الموقف:أولا اهتمام المسلم بأمر أخيه المسلم ،فابراهيم بن أدهم عندما رأى رجل يبدو عليه الحزن أسرع لمعرفة سبب حزنه حتى يخفف عنه.وثانيا أن دور الداعية كدور الطبيب يداوي جراح النفوس بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية،فعندما علم ابراهيم بن أدهم ما أصاب الرجل من الحزن سأله عن ثلاثة أشياءلا يصح الاجابة عليها الا بالنفي وفي هذا حكمة غالية وهي أنه يريد أن يقنع الرجل أن كل شىء في هذا الكون مسخر بأمر الله لذلك لا داعي للهم والحزن لأن كل شىء مقدر عند الله سبحانه وتعالى. وثالثا أنه بالايمان يتجدد الأمل وان المؤمن لا ينقطع أمله في ربه وفي الحديث :"لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله"
"اللهم أدبنا بأدب القرآن وخلقنا بخلق سيدنا محمد"(آمين)
ويارب يكون الموضوع عجبكم وباقي المواقف في المرة القادمة ان شاء الله
__________________
لا تنسونى من صالح دعائكم
رد مع اقتباس