توقع الجميع ان مبارك سيعاود طرح مضمون خطابه الأخير قبل التنحي، في شكل اعتذاري ومتواضع، وأنه سيشكر المجلس العسكري والثوار، ويعلن انه مصاب بالحزن والغضب للصورة التي تكشفت عن نظامه، وحجم الفساد الذي صبغ سلوك نجليه ورجاله. ويعلن استعداده لكشف الحقائق، ويقدم صورة كاملة عن ممتلكاته وعائلته، ويضع نفسه تحت تصرف المدعي العام، ويطلب الصفح من الشعب. لكن الرجل ظهر بصورة متحدية لا تختلف في مضمونها عن تلك التي تصرف بها صدام حسين خلال محاكمته. كان متعالياً ومتجاهلاً حجم الكارثة التي شكّلها في البلد.