
15-04-2011, 06:27 AM
|
 |
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,097
معدل تقييم المستوى: 21
|
|
أسياج الأسلاك الشائكة، والجدران العالية، كانت مشهدًا مألوفًا لكلِّ من تجرَّأ على فتح فمه طيلة العقود الثلاثة الماضية في مصر، حتى أصبح سجن "طرة"، بالنسبة لآلاف المعارضين الذين عُذِّبوا داخله، رمزًا لفترة حكم حسني مبارك.
لكن طرة تحوَّل مؤخرًا من محبس المعارضين، إلى سجن المسئولين السابقين، أو (المقر الجديد للحزب الوطني الديمقراطي)، ويضم: أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني، وزهير جرانة وزير السياحة، وأحمد المغربي وزير الإسكان، وحبيب العادلي وزير الداخلية، وأنس الفقي وزير الإعلام، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وإبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب، مع تذييل أسماء الجميع بكلمة (سابقًا)، والقائمة لا تزال مفتوحة!
وكما حدث مراتٍ في الأيام الماضية، استقبل "طرة" في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء نزيلين جديدين، هما علاء وجمال، نجلا الرئيس المخلوع، وهما مكبلا اليدين، ويرتديان ملابس بيضاء، الأمر الذي اعتبرته أسوشيتد برس وكريستيان ساينس مونيتور وعدد من الصحف والوكالات الغربيَّة "انتصارًا للثورة المصريَّة".
صحيحٌ أن ثورة ينــ 25 ـاير تباهت بالعديد من اللحظات المؤثرة، إلا أن مشهد عائلة أفراد مبارك الأقوياء يُقتَادون تحت حراسة مشددة إلى زنازين طالما سكنها معارضوهم السياسيون، لن يُمحَى بسهولة من ذاكرة الثورة.
وجاء احتجاز الأخوين مبارك، بعدما صدر قرار رسمي بحق والدهما الديكتاتور- المدعوم غربيًّا، الذي كان منذ أشهر قلائل، يُمسِك بمقاليد الأمور في البلاد بقبضة من حديد- يقضي باحتجازه في مستشفى شرم الشيخ، بتهم التربح والكسب غير المشروع وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين المسالمين والاعتداء عليهم، تمهيدًا لمثوله وابنَيه أمام محكمة القاهرة في ١٩ أبريل الجاري.
قبلها بأيام تساءل ديفيد شالوم عبر موقع "أروتز شيفا" الإخباري الإسرائيلي: "ذهب مبارك.. فهل تتعلم إسرائيل الدرس؟ محذرًا من أن حاكم مصر القادم سيكون أكثر ميلا نحو الإسلاميين، وأكثر عداءً لإسرائيل".
وقد اعتاد المصريون منذ الثورة على المفاجآت، لكن بموازاة الاحتفال بحبس عملاق الشرق الأوسط السياسي، تُثَار تساؤلات حذِرة حول الخطوة القادمة، وكيف سيؤثر الاحتجاز على مشهد السياسة المصريَّة، بينما تتقدَّم البلاد مرتجفةً صوب الديمقراطيَّة.
المؤكَّد هو أن ما حدث يعتبر "تحولا مفاجئًا، وخطوة غير مسبوقة في العالم العربي"، بحسب كلمات يومية إنديان إكسبريس الهندية، و"لحظة فاصلة بالنسبة للمصريين"، كما قالت نيويورك تايمز الأمريكيَّة، وأن الثورة المصرية تقف قوية شامخة، بينما تنزلق العديد من الثورات المجاورة إلى مستنقع الحرب الأهليَّة، على حد وصف أسبوعيَّة ذي إيكونوميست البريطانيَّة، بل وقادرة على إملاء شروطها، وإجبار المجلس العسكري الحاكم على الانحناء لمطالبها، وفق ما قالته صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، بل ألزمت الولايات المتحدة الصمت حيال مصير حليفها القديم، وأجبرت المتحدث باسم الخارجيَّة الأمريكيَّة مارك تونر على الاكتفاء بالقول: "تمر مصر بمرحلة انتقالية صعبة، وتحاول التأسيس لعمليَّة ديمقراطية، لكنها في الحقيقة مسألة تخص الحكومة المصريَّة"، مضيفًا: "إنها شئونهم، وبلدهم، وليس لدينا أي تعليق".
ما بين العبرة والشماتة، كما بين المريخ والزهرة.. فاللهم لا شماتة، ولتعتبروا يا أولي الأبصار!
http://www.islamtoday.net/albasheer/...-15-149088.htm
|