لما تكبر المتكبرون وأعرض المجرمون
وظنوا أنهم إلى ربهم لا يرجعون سفكوا الدماء وهتكوا الأعراض وسلبوا الأموال وعاثوا في الأرض مفسدين وطال بهم الأمد
فقست قلوبهم فهي كالحجارة أو اشد قسوة
فلم ينفع معهم ترغيب ولا ترهيب ولا وعد أو وعيد وأعجبتهم أموالهم وغرتهم جيوشهم وحراسهم واعتمدوا على جواسيسهم وامتلأت بأشلاء شعوبهم المقابر الجماعية وغصت بهم السجون السياسية فقتلوا الآلاف وشردوا مئات الآلاف فاستكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ونسوا أو تناسوا ما فعله الله بعاد وفرعون ذي الأوتاد ونسوا أو تناسوا
إن ربك لبالمرصاد
فأصبحوا عن آيات الله معرضين
وعن سننه في خلقه غافلين
فهم في غمرة ساهون وفي خوضهم يلعبون
وفي طغيانهم يعمهون بينا هم كذلك
أتاهم أمر الله من حي لا يشعرون فصدق القائل (وما من يد إلا يد الله فوقها)
وما أهون الخلق على الله - عز وجل - إذا أضاعوا أمره.