
20-04-2011, 10:39 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 46
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
(2) من وحى السيرة
قال تعالى مخبرا عن حال إرسال نبيه صلى الله عليه وسلم
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
قال أمير الشعراء
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم *** إلا على صنم قد هام في صنم
والأرض مملوءة جورا مسخرة *** لكل طاغية في الخلق محتكم
مسيطر الفرس يبغي في رعيته *** وقيصرالروم من كبر أصم عم
يعذبان عباد الله في شبه *** ويذبحان كما ضحيت بالغنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم *** كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
وما إن جاء حتى أطفأ الغليل , و روى الظمآن , وأثلج الصدر , وأسعد العين , وما كسبت العالمين محاميا لها كمحمد
وكأني بالدنيا جميعا تعرف من هذا المولود فالحمل أخف حمل والولادة أيسر ولادة
نعم إن من أرسل رحمة للعالمين كان أيضا رحمة حتى وهو فى طور الجنين
ثم إن عسر الولادة وآلام الحمل والمخاض لربما أخرج من الأم ما لا يليق بحشمة المولود , وهو ولا فخر سيد الوجود
فكيف وقد ثبت بحديث رجاله ثقات كما قال الهيثمى فى المجمع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاءت قصور بصري ).
ثم كيف تفسر حال مرضعته حليمة السعدية وقد أخذته فى سنة شهباء على أتان هزيل وناقة مسنة , فلما عرفت السنة ورأت الأتان ونظرت الناقة فإذا هم بين يدى رسول وفى ضيافة نبي فاخضرت السنة فأصبحت خصيبا , وقويت الأتان فأضحت وطيئا , وحفلت الناقة باللبن فشربوا جميعا .
وكأني بالدنيا جميعا ترمق هذا الرضيع بل وتتسابق فى إرضائه فهو النسمة المباركة وهو الطهر المبين .
وليس أدل على ما ندعى ونقول أكثر من حديث رواه الإمام مسلم والترمذي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إنّي لأعرف حجراً بمكة كانيُسَلِّم عليّ قبل أن أبعث، إنّي لأعرفه الآن "
قيل الحجر الأسود وقيل غيره، رواه مسلم و الترمذي .
بأبى هو وأمى الحجر يكلمه ويرد عليه السلام والعجب العجاب عندي ليس فى كلام الحجر بل فى معرفة الرسول له حتى بعد بعثته لذلك الحجر. فالوفاء الوفاء.
ثم إن فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم للحجر قبل البعثة لإشارة خفية ورمز لطيف على شىء فى الغيب مدخر .
|