الدكتور محمود:
نعم أصل الداء هو المحسوبية ولو أننا حللنا فكرة المحسوبية لوجدنا تؤول إلى فكرتين: اعتقاد كل صاحب منصب بأن هذا المنصب يخصه ومن حقه أن يتصرف فيه كيف يشاء ، وفكرة أخرى معها وهى انعدام قيمة العمل وفقدان الوعى بأهميته والمسئولية عنه ولذلك تجد كل صاحب منصب فى الغالب يستغل منصبه فى تحقيق كصالحه الخاصة ومصالح أبنائه وأصدقائه ومعارفه وبدلا من أن تقول أنا أستحق لأننى أقدر على فعل كذا أو لدى الكفاءة لفعل كذا تقول أنا أستحق لأننى أعرف فلانا أو قريب فلان.
كلما صادف أحدنا مشكلة لجأ لحلها مباشرة عن طريق البحث عن معرفة أو قريب أو قريب قريب أو جار قديم يوصله إلى صاحب منصب ليحل له هذه المشكلة فإن لم يستطع تذلل وتوسل لصاحب المنصب أو الوظيفة ليكون ذلك بديلا عن الأصل وهو المحسوبية ولم يفكر فى حلها بطريقة قانونية أو يطالب بحقه لمجرد أنه حقه لعلمنا أن القانون ليس هو المحك وأن أحدا لن يحصل على حقه بالقانون أو لأنه حقه لأن الوظائف ملك لأصحابها.
جاء فى الحديث الشريف" من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" ونحن نقول فى جمهورية مصر المحسوبية " من بطأ به نسبه لم يسرع به عمله"
الأستاذة الفاضلة أبلة هدى :
بالفعل يا أستاذة المرحلة الابتدائية هى أهم مرحلة ولا أشك فى ذلك وهذا ما لمسته طوال الفترة التى قضيتها فى التدريس بالابتدائى ولكنهم لا يصرون على أن أبقى فيها بعد حصولى على الدكتوراه فى الفلسفة لأنها أهم مرحلة بل لأنهم يرون أنهم بذلك يقضون على العبد لله ويحطمونه كما فعلوا مع الزملاء الأفاضل الذين ذكرتهم ونحن نحاسبهم على ذلك وليس لأن التعليم الابتدائى شىء سىء وقليل القيمة ، قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [المنافقون : 1] فالله تعالى حكم عليهم بالكذب على الرغم من أنهم قالوا كلمة الحق وهى شهادة أن محمدا رسول الله لأنهم ما قالوها اعتقادا بأنها الحق.
|