ما أهون الخلق على الله - عز وجل - إذا أضاعوا أمره بينا هي أمة ظاهرة قاهرة لها الملك تركوا أمر الله – تركوا أمر الله - فصاروا إلى ما رأيتم والى ما سمعتم (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) وإن من أشد العذاب أن يخزي الله من تحداه وأعرض عن سبيله وعصاه والسعيد من وعظ بغيره لا من كان عظة لغيره - يقولون أخزاه الله أي فضحه وأذله وأذاقه الصغار والهوان ومن هنا جاء الدعاء المأثور اللهم أحشرنا غير خزايا ولا نادمين وقد تكرر في كتاب الله - تعالى - ذكر الخزي إما مٌنة منه - سبحانه - بعدم الخزي أو عذابا منه - سبحانه - بالخزي قال - جل وعلا -: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا) أي قتل وإهلاك
والخزي بمعنى العذاب بل هو أشد أنواع العذاب كقوله - تعالى -: (فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا) وكان من عذاب الله لبني النضير أن أخزاهم وأذلهم وأذاقهم الصغار والهوان وسجل ذلك في كتابه الكريم في سورة الحديد (فاعتبروا يا أولي الأبصار) فكان الجلاء من الديار وقذف الرعب في القلوب خوفا وهلعا وجزعا وتخريبهم لبيوتهم بأيديهم فنقضوا ما استحسنوا من السقوف والأبواب والزخارف؛ لأنهم خانوا الله ورسوله (ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فان الله شديد العقاب) (وليخزي الفاسقين) وما أهون الخلق على الله - عز وجل - إذا أضاعوا أمره
|