عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-12-2007, 03:10 PM
الصورة الرمزية الرهينه
الرهينه الرهينه غير متواجد حالياً
طالبه جامعيه ( كليه تجاره )
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
العمر: 34
المشاركات: 1,655
معدل تقييم المستوى: 0
الرهينه is an unknown quantity at this point
افتراضي الحلقه 7

حبيبي ..

قد مات ..

ذهب حسام بلا رجعة..

رحل ولن يعود ..

انتهى زمن السعادة ..

انتهى زمن الحب ..

انتهت حياتي بانتهاء حياته ..

لماذا ذهبت يا حسام ..

وتركتني وحدي هنا ..؟؟

ألا تعلم اني من غيرك لا أعيش ..

ألا تعلم اني طفلة بريئة ..

لا أستطيع العيش في هذا العالم المتوحش بمفردي ؟؟

أين ذهبت يا حسام ..

كيف سأحيا لحظة ..

وكل ما حولي يذكرني بك ..

أنفاسي تأبى الخروج من رئتي ..

حتى جسدي تمرد علي ..

جسدي لا يريد لي الحياة من بعدك ..

ماذا أفعل يا حسام ..

أنظر الى الناس تسير في الشارع ..

تأكل .. تشرب .. تعيش ..

كيف يكملون حياتهم بهذه الطبيعية ..

ألا يعلمون أن حسام قد مات ..

لماذا لم تتوقف الحياة ..

توقفوا يا حمقى وانظروا لي ..

أنصتوا ..

أوقفوا حيواتكم لتموتوا معي ..

فحسام .. قد مات














وجدها أبوها مغشيا عليها بكامل ملابسها .. وهاتفها المحمول على الأرض بجانبها ..

سقط قلب أهلها هلعا .. وركضوا بها على أقرب مشفى ..

الأطباء أخبروهم انها صدمة حادة ..

وحين أفاقت حسناء سألوها أي أمر هذا الذي يجلب لها الصدمة ..

- صاحبتي ماتت ..

قالتها وهي تنظر الى لا شئ في ذهول..

والدموع الصامتة تبلل وجهها ..

- لا حول ولا قوة الا بالله .. وهي كانت قريبة منك يعني يا حسناء ..

- أوي .. كانت قريبة أوي ..

ضمتها أمها الى صدرها في حنان وهي تربت عليها ..

أما حسناء .. فد عضت على شفتيها في حزن ..

تمنت لو أخبرتها الحقيقة ..

حقيقة أن سبب حياتها ذهب .. وتركها ..



كان موظف المستشفى هو من كلم حسناء وأخبرها الخبر ..

وجدوا جثة حسام على الطريق ..ودماءه تغرق الرصيف ..

لم تفلح المحاولات ..

اتصلوا بأهله ليعلموهم ..

فوجدوا رقم حسناء في هاتفه المحمول .. واتصلوا بها ..

فيما بعد علمت حسناء السبب ..

لقد سجل حسام رقمها باسم ( زوجتي المستقبلية )

فظنوها خطيبته ..

وكم تمنت ألا تعلم ..














أصبحت حياة حسناء خاوية ..

بعدما عادت من المستشفى ..

أصبحت تقضي يومها كله في غرفتها ..

تتذكر .. وتبكي ..

أصبحت ذكريات حسام تتداعى الى ذاكرتها بشكل رهيب ..

كل تفصيلة معه ..

كل همسة همسها في أذنها ..

كل لمسة يد ..

وكل كلمة حب ..

كل شئ كان يتسلسل في ذهنها ..

أصبحت الكوابيس تزورها بانتظام ..

لا تأكل .. لا تنام .. لا تخرج

ذات يوم كانت جالسة على سريرها تنظر الى الهاتف الصامت ..

لم يعد يرن الثالثة صباحا كما كان يفعل بانتظام ..

تذكرت ليلة موته ..

اخر مرة تسمع فيها صوته ..

وكما كان يحدث .. راحت أدق تفاصيل المكالمة تتراءى تباعا أمام عينها ..

وتذكرت حسناء ..

تذكرت كلماته الأخيرة لها ..

تذكرت حيرته .. وحزنه ..

تذكرت احساسه بالخطأ فيما يقومان ..

تذكرت تساؤله الأخير معها

( يعني احنا صح يا حسناء ؟؟)

ثم تذكرت كيف بدأت حيرته ..

حين استمع للرجلين خلفه وهما يتحدان عن الرقيب والحور العين ..

قاله كمان .. تخيل لو فيه كاميرات مراقبة نازلة من السما بتراقب كل تحركاتك ..

كنت هتتصرف ازاي ..

اتسعت عينا حسناء وهي تتذكر كلماته ..

الان تحس بها ..

رفعت عينيها الى السماء ..

رأت كاميرات المراقبة واضحة هذه المرة ..

وارتجفت بلا شعور ..

كان بيقوله ..ان انت ممكن .. تخبي ألف سر عن أهلك .. أصحابك .. قرايبك ..

لكن انت .. انت ..

- انت ايه يا حسام ؟؟

- انت مكشوف ..


واتسعت عيناها ..

أحقا دار هذا الحوار بينهما يوما ؟؟

كيف لم تحس ..

كيف لم تشعر ..

تخيلت الله ينظر لها الان ..

ينظر لها ..

يعلم ما تفكر فيه ..

كانت متأكدة ان أحدا لا يعلم بما بينها وبين حسام ..

لكن الان تعلم ان هناك من يعلم ..

كل تفصيلة يعلمها ..

كل همسة سمعها ..

وكل لمسه عرفها ..

احمر وجهها خجلا وهي تفكر في ذلك ..

كيف ينظر لها الان اذن ..

وماذا ...

ماذا فعل في حسام ؟؟

عادت الدموع تسيل على وجنتيها من جديد ..

فارتمت على فراشها في أسى ..

كانت تعلم ان سلسلة كوابيسها ستبدأ ..

لكنها لم تعد تبالي ..

بعد رحيل حسام لم تعد تبالي بشئ ..

راحت في سبات عميق وكلمات حسام مازالت ترن في أذنها ..

لكن ما رأته لم يكن حلما ..

لم يكن كابوسا ..

كان أشبه بحقيقة تحدث أمام عينيها ..

رأت حسام واقفا هناك ..

وحيدا ..

يلبس ملابس شفافة للغاية ..

وقد التصقت به من كثرة العرق ..

نظرت حسناء الى الأعلى فعلمت السبب ..

كانت الشمس هناك .. فوق رأسه مباشرة ..

وكان هو يتفصد عرقا ..

لكأنه يسبح في عرقه هذا ..

نظرت له حسناء ..

كان مذهولا ..

ينظر الى يديه وقدميه بدهشة ..

ماذا يحدث .. لم تفهم حسناء

لكنها فهمت بعد قليل ..

لقد كانت يد حسام ورجله تتكلم ..

نطقت أعضاءه ..

وهو لا يصدق ماتقول ..

يده تنهره ..

مازلت أشعر بملمس شعرها علي ..

لماذا غصبتني على لمسها .. وانا وأنت نعلم انه لا يجوز لي ..

قدمه تعذبه ..

كم مرة مشيت الى ذلك المكان الخاوي الا منكما ..

كيف جرأت على جري الى هناك ..

ألم تعلم يا أحمق ..

ألم تفهم ان هذه اللحظة اتية لا ريب فيها ..

أذنه تصرخ ..

لماذا كنت تكلمها حين ينام أهلها ..

كيف كنت تسمعها ترقق صوتها وتصمت ..

حين شعرت بما يحدث لك حين تسمع صوتها ..

ألم تشعر انك مخطأ ..

ولسانه يتكلم ..

تهمس .. دائما كنت تهمس ..

ودائما كنت ألعنك لهذا الهمس ..

أنت ثعبان يهمس ليس الا ..

ويسقط حسام على ركبتيه منهارا ..

وحسناء مازالت تنظر ..

وحين سقط على ركبته كان دورها لتتكلم..

أتذكر يوم الحديقة ؟..

يوم ركعت علي .. لتقدم لها خاتمك المزيف ..

كان أسعد أيامك .. وأتعس أيامي ..

ويبكي حسام ..

يبكي ويشهق..

ويرتفع صوت بكاءه وشهيقه ..

يالها من حسرة تلك التي يشعر بها الان ..

بدأت دموع حسناء بالسقوط وهي تنظر لحاله ..

أهي حقا السبب فيما هو فيه ؟؟

لكنها لم تقصد ..

كانت تحبه حقا ..

ويقطع عليها تفكيرها وعليه بكاءه صوت يدوي في أنحاء اللامكان ..

- خذووووووووووه فغلُّووووووووووه

وإلى الجحيم ..

ينظر حسام مذعورا الى هاذين القادمين نحوه ..

ثم وبلا مقدمة يأخذ كل واحد منهما بيد ويسحبانه سحبا ..

وهو يقاوم في أسى ..

وصوت بكاءه يتعالى ..

وكلما قاوم .. زادت شدة سحبهما له ..

في النهاية نظر الى حيث يفترض أن حسناء هناك واقفة ..

وصرخ في يأس ..

فوووقي يا حسناء ..

فووووووووقي ..

واختفى عن ناظريها ..

قفزت حسناء من فراشها مذعورة ..

العرق يتصبب من جبينها ..

والدمع يكسو وجهها ..

وأنفاسها تتلاحق ..

نظرت الى السماء .. حيث كاميرات المراقبة هناك ..

وصاحت ..

فقت ..

أنا فقت ..

فقت ..