لماذا نلوم الغرب عندما يحارب الإسلام و نتّهمه ؟، في حين أننا نحن المسلمون نحاربه بأنفسنا و داخل أوطاننا؟
ثمّ هل يجوز أن نتّخذ من الإسلام بعض الأحكام فنقول أنها صالحة التطبيق و ندع الأخرى و نقول عنها أنها تجاوزها الزمن؟ أليس كل أحكام الإسلام هي قرآن الله و سنة رسوله؟ هل هذا يعني جواز أن نؤمن ببعض الكتاب و نكفر ببعض؟....
الخوف ليس على الاسلام والمسلمين من الغرب و لا من الشرق ولا من اليهود ولا من الكفار والمشركين ولكن الخوف على الاسلام ممن ينتسبون ظاهريا الى الاسلام وهم بعيدون كل البعد عنه وعن حقيقته وشرائعه المنزلة من عند الله تعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)سورة الحجرات
وكل مايهرفون به " ان الدين يسر "
ياسيدي أكمل الحديث ،فليس معنى أن الدين يسر أن أفعل مايحو لي فاليسر ليس هو التفلت.
"عن أَبي هريرةَ - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّيْنُ إلا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ » . رواه البخاري .
( أن الدين يسر ) أي دين الإسلام ذو يسر أو هو يسر مبالغة لشدة اليسر فيه وكثرته كأنه نفسه بالنسبة إلى الأديان قبله لرفع الأصر عن هذه الأمة ( ولن يشادّ ) أي يقاوم هذا ( الدين أحد ) بشدة ( إلا غلبه ) يعني لا يتعمق أحد في العبادة ويترك الرفق كالرهبان وإلا عجز فيغلب ( فسددوا ) الزموا السداد وهو الصواب بلا إفراط ولا تفريط ( وقاربوا ) أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه ( وأبشروا ) بالثواب على العمل الدائم وإن قل ( واستعينوا بالغدوة والروحة ) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في وقت النشاط كأوّل النهار وبعد الزوال ( وشيء من الدلجة ) بضم فسكون كذا الرواية أي واستعينوا عليها بإيقاعها آخر الليل وفيه أن المشقة تجلب التيسير وأن الأمر إذا
ضاق اتسع قالوا يتخرّج على ذلك جميع رخص الشرع وتخفيفاته والحديث معدود من جوامع الكلم.
لكن ليس معنى هذا أننا نتنصل من الواجبات بحجة أن الدين يسر, لأن الدين كما أنه دين يسر فهو دين تكاليف وابتلاء وامتحان, والجنة حفت بالمكاره.
ولهذا كان أخوف ماخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمّته، (كلّ منافق عليم اللسان ) خرجه أحمد والضياء في المختارة، ولأحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه : (غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون ) .
فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق ، والشقاق ، وسوء الأخلاق ، ونعوذ بوجهك أن تطبـع على قلوبنا ، أو تطمس على بصائرنا ، أو تبتلينا بمثل ما ابتليت بـه القوم الضاليــن ، اللهمّ طهّر قلوبنا وألسنتنا مما يسخطك ، ونقّ أرواحنا مما يغضبك ، وثبّتنا على الإيمان حتى نلقاك ، وامنحنا رضاك ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولاتجعل الدنيا أكبر همنا ، ولامبلغ علمنا ،، آمين