باب التكبير والتسبيح عن المنام
حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن علي:
أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: (مكانك) فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال هل أدلكما على ماهو خير لكما من خادم إذا أوتيما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهذا خيراً لكما من خادم.
وعن شُعبة، عن خالد، عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون
هذا الحديث أيضاً يدل أنه ينبغي على الإنسان أن يكبر ويسبح ويحمد كما جاء في الحديث، وفي هذا دليل على أن التسبيح يعين الإنسان على أشغال البيت ويقويه وفي هذا الحديث دليل على أن الزوجة تخدم زوجها في مثل هذه الأمور: يعني الطبخ والعجن والطحن، ففيه رد على هؤلاء الذين يقولون إن الزوجة لا تخدم الزوج في شيء من حوائج البيت وإنما يأتي لها بالطعام جاهزاً وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ولهذا لما شكت فاطمة رضي الله عنها لم يقل لها هذا ليس واجبك أو عليه أن يأتي لك بخادمة وعلى مافيه من حسن الصحبة والائتلاف بين فاطمة وعائشة حتى أن فاطمة تطلع عائشة على مثل هذا الأمر الدقيق، ودليل على حظوة عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم ودليل على جواز مجيء الصهر إلى ابنته وزوجها لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وهو أفضل الناس خلقاً وأشدهم حياءاً وفيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يحب أن تأتي الخادم لأن عدوله عن إجابة الطلب إلى هذا يدل على أن هذا أفضل وأن الإنسان كل ما صبر عن الخادم هو أفضل وأولى وهذا هو الواقع والحق، لا سيما في مثل هذا الوقت الذي ضعف فيه الإيمان وقلت فيه مراقبة الرحمن.
وإذا كانت الخادم كافرةً صار ذلك أقبح وأقبح لأن الكافرة عدوة لله ورسوله والمؤمنين.
كان الإمام أحمد رحمه الله إذا رأى النصراني يغمض عينيه ويقول أنا أكره أن أرى من هو عدو لله ورسوله.
فالمسألة خطيرة جداً.
وليعلم أن العداوة ليست بالأمر الهين: قال تعالى: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل ميكال فإن الله عدو للكافرين.
فالله عدو لكل كافر.
ملاحظة: هناك خلاف على عدد التكبير ولكن الأرجح هو أن التكبير 34 مرة والمجموع للتسابيح والتكبير والحمد 100.
-----------------------
باب التعوذ والقراءة عند النوم
حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني عُقَيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده
المعوذات يعني: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.
حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) تابعه أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله وقال يحيى وبشر، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه مالك وابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحديث واضح في معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا أوى إلى فراشه أن ينفضه بداخلة إزاره لأن لا يعلم ما خلفه عليه.
النفض يكون بداخلة الإزار من أجل أنه إذا كان فيه وسخ يكون من الداخل حتى لا يتسخ ظاهره، هذا إذا نفض من غير حل، أما إذا حل فالأمر واضح.
وقد ورد في بعض طرق الحديث أن يفعل ذلك ثلاثاً.
فإذا كان الإنسان قد أعد لنومه لباساً خاصاً فلا بأس أن ينفض به.
وفي هذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الأحكام العلل وهذا حتى في القرآن، أي أن الحكم يذكر مع علته وفائدة ذلك:
1. زيادة الطمأنينة بالحكم
2. بيان سمو الشريعة
3. إمكانية مقارنة الحكم إذا كان هناك علة ممثالة
بقية الحديث تم الكلام عليه.