ورابع المشكلات والتى تعانى منها أغلب جامعات مصر إن لم تكن جمعيها تشكو منها لأن الحال أصبح سئ جدا و هى الكثافة الطلابية داخل جدران الجامعة و ما يترتب على ذلك من ازدحام القاعات و المدرجات على المستوى التعليمى و الازدحام فى المواصلات على مستوى النقل و سرعة انتقال عدوى الامراض على الصعيد الطبى و فقدان السيطرة على هذا الكم الهائل من البشر على المستوى الأمنى فهى حقا مشكلة و مشكلة ضخمة . فكيف لأكثر من ألفى طالب أن يجلسوا فى مكان واحد لا يسع سوى لألف فقط كى يفهموا و يستوعبوا و يتعلموا و يطالبوا بالنجاح و الاستاذ الفاضل مطالب بالسيطرة على هذا الجمع الحاشد منفردا و يود أن يغرس فى ألفى عقل أو اكثر عدة مبادئ قيم و معلومات و العمل على توصيلها لهم أجمعين ......... شئ يدعو للشفقة !!!!!!
هل ستصلح مكتبة الجامعة التى فى بعض الجامعات أصغر من كشك الحلوى بالكافيتيرا لاستيعاب مثل هذا الكم الهائل من البشر و هل تصل الأنشطة و الخدمات و التسهيلات الحكومية فى الجامعة إلى كل هؤلاء بالتساوى ........ بالقطع لا !
فإن الطاقة الاستيعابية للكلية هى آخر شئ ينظر له فى وضع الدرجات المطلوبة للالتحاق فهم فقط يسيرون حسب استراتيجة " استاد القاهرة " الذى يسع 80 ألف شخص رسميا و لكن فى المباريات المصيرية نلاحظ وجود أكثر من 120 ألف شخص .. كيف ؟ هؤلاء هم المصريون !
فلا بد من وجود بعض الحلول العاجلة و السريعة عن طريق توسيع البنية الأساسية للكليات و رفع القدرة الاستيعابية للمكتبات و دور العلم و القاعات مما يساعد فى تقليل الكثافة الطلابية من ناحية و من ناحية أخرى محاولة التنظيم و التنسيق بتقسيم الفرق الكبيرة العدد إلى مجموعات ذات أعداد مناسبة و توفير الأماكن الملائمة و المجهزة لهم .
و إذا كان هذا العدد الهائل مشكلة لنا فى الحاضر فماذا عن المستقبل .. هل لهؤلاء فرص عمل و أماكن إقامة و مساكن معيشة أم نحن نكلف أنفسنا و نرهق أولادنا و نعطيهم الشهادات كى تلتقطهم كراسى المقاهى و دور السينمات .؟ ؟ ؟ ؟ ؟
خامس مشكلة و هى واحدة من أخطر مشكلات التعليم الجامعي و هى فقدان المنهج أكاديميته
فعندما يكون العلم داخل الكتاب الجامعى طريق للوصول لشهادة التخرج و التى بدورها وسيلة التعيين بالوظيفة و يفاجئ الطالب الذى كد و تعب و ذاكر و كلف الحكومة ملايين أن العمل غير ما درسه فى الكتب تماما و يضطر إلى التعلم من الذى يسبقه و الذى تلقى نفس الصدمة يوم تعيينه .
المحتوى الدراسى فى المنهج التعليمى لابد أن يواكب تطور العلم و أساليب العمل و لابد من وجود لجان مختصة لتطوير المناهج لمواكبة التقدم فى العمل يا إما نعين لجان مختصة بتأخير أساليب العمل الحديث لجعلها ملائمة على مناهجنا المنقرضة !!!!!!!!!!!!
تحتوى الكتب على أسلوب تفكير و أسلوب عمل مختلف تماما مع الأسلوب الذى ينفذ به العمل حاليا فذلك خسارة فادحة و فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
فهل للتعليم فائدة حينما نسمع عند أول يوم فى العمل رئيس العمل يقول " ما درسته فى الكتب شئ و العمل شئ آخر " وهو محق .!
أصبح الكتاب الجامعى حشو للمصطلحات و بعض القشور عن أى عمل و اى اتجاه علم لكى يكون هنالك حل من اثنين أمام الخريج إما ينسى تلك القشور و المصطلحات و يتجه لعمل مشروع تجارى مربح و اختيار أكثر الأماكن وضوحا على جدار المحل لوضع برواز شهادته الجامعية أو من لا ينال اليأس منه و ينوى أن يكمل فى مجاله فيضطر غلى دفع المبالغ الطائلة للقطاعات الخاصة لكى يأخذ دورة أو خبرة أو تدريب أى كان اسم المعونة التى يطلبها الطالب الجامعى بعد اتمام تعليمه و استلام شهادته .
وسادس مشكلة هى مشكلة التطور التكنولوجى الرهيب الذى حضر فى جامعات العالم بأسره و نسى جامعاتنا فإن الجامعةالمصرية ما زلت تعيش و تستخدم طرق و اساليب و تكنولوجيا عفى عليها الزمن و ما لها من أساس أو ذكر بجانب التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فى الجامعات الاخرى فلابد من تدخل تكنولوجى عاجل لمساعدة الطالب على الفهم و الاستيعاب فلا نرى التطور التكنولوجى فى الجامعات المصرية لا فى اساليب التدريس ولا اساليب الامتحان و لا حتى فى أساليب الترفيه و الأنشطة . و ذلك نتيجة العزلة التى لا نعلم من فرضها على الجامعة المصرية عن العالم المتطور .
و مازال هناك حلقات قادمة
|