اللهم اغفره واغفر لجميع المسلمين اللهم ارحمه اللهم نور قبره ووسع مدخله واجعله في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم الهم أهله الصبر والسلوان واحفظ أولاده واسترهم انك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير
يا أختاه تذكري قول المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
مضمون الحديث:
1/ "صدقة جارية": المجال الاجتماعي
و تعني جارية أي دائمة النفع، بعكس الصدقة المحدودة في الزمان و المكان.
أما الصدقة الجارية فهي صدقة متعددة النفع للمجتمع، و هذا الجزء من الأثر يثير الجانب التكافلي الاجتماعي.
ثم أشار إشارة لطيفة حين قال أن هذا الحديث كان له كبير الإسهام الحضاري في بعده المعماري، و أن الناس بسماعهم لهذا الحديث و لا زالوا يشيدون المساجد و المستشفيات و المدارس....
2/ "علم يُنتفع به": المجال المعرفي
ليس أي علم بل العلم الذي ينفع به العالم مجتمعه، و وصفه بأنه ذلك المثقف العُضوي اللصيق بهموم الجماهير، فالهاجس الذي ينبغي أن يتولد لدى العالم ما ينفع به الناس من كتاب أو محاضرة...و من ثم فالعالم ملزم بهذا الحديث بالانخراط في المجتمع المدني و التأثير فيه، فيكون بذلك عالما عاملا، مبادرا و مساهما
3/ "ولد صالح يدعو له": المجال التربوي
يتكلم الحديث عن ولد صالح.
و صلاح الولد سيعود بالنفع على المجتمع و على أبيه في حياته و بعد مماته.
إن الملاحظة السلبية أن الشغل الشاغل الذي أصبح لدى الآباء هو الأبناء الدارسين و ليس الأبناء الصالحين. و هذا مشكل هاجسه مادي بعد تقاعد الأب حين يجد الإبن أمامه ليصرف عليه، لكن الحديث يحث على العائد المعنوي بعد الموت.
ثم ذكر أن الابن قد ينوب عن أبيه في الحج و العمرة، ثم ذكر الآية (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم:39، و قال أنه قد يُفكر في وجود تعارض بين الآية و الحديث، لكن تتمة الآية تبين الانسجام حين قالت (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)النجم:40. و هذا السعي هو مجهوده التربوي الذي استثمره في ابنه فعاد عليه بصلاحه، فحصده بعد موته أن ناب عنه بحج أو عمرة، و لولا صلاح الابن لما فكر أن يفعل دلك.
لكن ما يؤسف عليه أن بعض الآباء قدموا استقالتهم التربوية و حصروا مهمتهم في الملبس و المطعم و الدراسة، في حين أن القرآن قال (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) الإسراء: 24
__________________
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
|