والربانية تعني طمأنينة القلب إلى صحة كل تصور منبثق من هذا الدين العظيم
لأنه يستمد قوته وحجته من مصدر هذا الدين
وهو الوحي الإلهي الصادق الذي
لايخالطه أدنى لمسة بشرية
والربانية تعني الحفاظ على إنسانية الإنسان
لأنه لا يُسْتَرق لغير الله
ولا يستعبد لغير الله
ولا يملك له نفعًا أو ضرًا إلا الله سبحانه
وقد ترجم النبي- صلى الله عليه وسلم- هذه المفاهيم الربانية لأُمته في كل حركة وسكنة وبيانها بياناً شافياً لايدع لأحد بعده قول
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنما أَقُولُ ما اَُُقَوَّلُ)-أي ما أمرت بقوله فقط- صحيح الجامع
فكل ما يقوله الرسول إنما هو مأمور بقوله من الله وقد قال الله تعالى
"وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" …. النجم : 1-4)
وقال " صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وقال " صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
وكان" صلى الله عليه وسلم " يأتيه السؤال فلا يجيب حتي يأتيه الوحي من السماء وإذا كان هذا هو حال الرسول حامل الرسالة ومبلغ الوحي فما بالك بمن هو دونه من المؤمنين مهما بلغت منزلته وعظم قدره في المسلمين لقد قال عمر يوما ً على المنبر أنه يريد تحديد المهور فقامت إليه امرأة من وسط الصفوف فقالت " يا عمر آلله يوسع وأنت تضيق ؟! إن الله تعالى قال"وآتيتم أحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً"فقال عمر "أخطأ عمر وأصابت امرأة"
قالها عمر وهويومئذ يحكم نصف العالم المرئي
قالها عمر من فوق المنبر على مرأى ومسمع من العالم كله
قالها لامرأة من المسلمين وجيوشه تدك يومئذ معاقل كسرى وقيصر
لقد أخطأ عمر الفاروق الذي قال فيه النبي " صلى الله عليه وسلم " لو كان من نبي بعدي لكان عمر", وقال أيضًا "إن في أمتي محدثون ملهمون منهم عمر"
قالها عمر وردها المسلمون عليه وهويومئذ أفضل من يمشي على الأرض ،
وأحبهم إلى المسلمين واعترف عمر بخطئه لأن الإسلام رباني المصدر لا شائبة فيه
وليس عمر فحسب فهذا أبو بكر الصديق عندما تولى الخلافة بعد وفاة الرسول وهو أفضل الأمة على الإطلاق وخيرهم بعد رسول الله وأشدهم حباً له وصحبة.
يقول في خطبة الخلافة :
" أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم "
|