
11-05-2011, 06:49 PM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
أثر العمل الصالح في تفريج الكروب
أنواع الكربات
أولا: الكربات النفسية:
وهي تشمل كل الأمراض النفسية والانفعالات العصبية التي
تعصف بالإنسان خارج حدوده الطبيعية وتنزع منه الإرادة لضبط
النفس وتقويم السلوك، وهذه الكروب كثيرة جدًا قد تفردت ﺑﻬا
أبحاث ومحاضرات، إلا أننا يمكن أن نتطرق إلى بعضها التي كثر
انتشارها وتوسعت دائرة المصابين ﺑﻬا، ومنها:
١ - الهم:
وهو زيادة في التفكير المستمر بالأشياء، سواء كانت كبيرة
وعظيمة، أو صغيرة وحقيرة، وكذلك التفكير المستمر في كيفية
حمل أثقال المستقبل ومسئولياته، وهو داء نفسي يدخل إلى النفس
من خلال وساوس الشيطان للإنسان بعظم الأمور التي تحدث حوله
وإن كانت صغيرة، ويعد الهم من الكروب التي يرزح تحت وطأﺗﻬا
الإنسان في فترات من حياته، لاسيما إذا صرف عن دين الله وابتعد
واتبع ما يوسوس إليه عدوه الأول، فعندئذ يبتلي ، عن سنة نبيه
الله تعالى هذا الصنف من الناس بكربة الهم عقوبة لمعصية أو ابتلاء
للرجوع إلى الله تعالى واتباع ﻧﻬجه.
وكان السبيل لتفريج كربة الهم هو أن يقدم الإنسان بين يدي
الله تعالى عم ً لا صا ً لحا خالصًا له عز وجل، أو يترك ما كان عليه من
العصيان والتمرد، ويرجع إلى الله بالتضرع والتوسل إليه، وقراءة
القرآن وكثرة الاستغفار، لعل الله أن يزيل عنه همه وتعود إليه عافيته
شيًئا من علاج هذا الكرب، وسويته، وقد ذكر رسول الله
ووسيلة الخروج منه عند نزوله بالإنسان، فقال عليه الصلاة والسلام
«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» : .(١)
وقد علمنا الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام دعاء في لحظات الهم والحزن فقال
ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن :
«اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ
حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به
نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو
استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي،
ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز
وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحًا ».(٢)
لذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الهم كثيرًا ويحث على هذا الدعاء
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز
والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال» .(٣):
2- الحزن:
وهو ما يسمى الكآبة في علم النفس، ويكون في الغالب
نتيجة حدث معين في الحياة أو مجموعة أحداث من: فقدان عزيز أو
خسارة مالية، أو مرض، أو وضع اجتماعي غير مناسب، وغيرها
من الأسباب التي تؤدي إلى تكوين الحزن لدى الإنسان وهو أمر
طبيعي يعتري كل إنسان، وهو فطرة في النفس كامنة فيها إذا
وجدت أسباﺑﻬا، لا يستطيع أحد التخلص منه إلا بالعلاج القرآني
: والنبوي، وقد قال رسول الله عند موت ابنه إبراهيم «إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك ياإبراهيم لمحزونون»١)، وقبل ذلك اشتكى يعقوب عليه السلام حزنه )
: إلى الله تعالى عندما فقد يوسف عليه السلام، وقال
إنَّمَا َأشْكو بَثِّي وَحُزْني ِإَلى اللَّهِ.[ يوسف: ٨٦ ]
إلا أن هذه الفطرة إذا استمرت لفترات طويلة واستسلم
الإنسان لها في كل أوقاته، وازداد في التفكير على ما أصابه، فإﻧﻬا
تتحول إلى كربة نفسية يجب معالجتها كأي مرض آخر، وحينئذ
تتحول إلى بوابة كبيرة يستطيع الشيطان أن يدخل إلى الإنسان من
خلالها، ويفعل فيه ما يشاء من الوساوس وتزيين المعاصي والمنكرات
له.
|