عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-05-2011, 01:13 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

الأصل الخامس
التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعدعن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار :
إن إتباع الحق ، والسعي للوصولإليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولاالتواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادقطالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ .
يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منهاأن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يدمعاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .ومن مقولاتالإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أنيُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أولساني ) .
وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي : ( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهميُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ،فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرةالباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمةوالنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاهلا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ) .
والمقصود من كل ذلك أن يكونالحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداًعن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ،ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة .
الأصل السادس
أهلية المحاور
إذا كان من الحق ألا يمنع صاحبالحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه ، كما أن من الحكمة والعقلوالأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من كان على الباطل .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يعرف الحق .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يجيد الدفاع عن الحق
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يدرك مسالك الباطل .
إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخولفي حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .والذي يجمع لك كل ذلك : ( العلم ) ؛ فلا بد من التأهيلالعلمي للمُحاور ، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص .
إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاًللعالم به ، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم ، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيمعليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال:{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْجَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاًسَوِيّاً}(مريم:43).
وإن من البلاء ؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه .
وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم ، لا أن يعترضويجادل بغير علم ، وقد قال موسى عليه السلام للعبد الصالح :
{ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْأَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } (الكهف:66) .
فالمستحسن من غير المختص ؛ أن يسأل ويستفسر ، ويفكرويتعلم ويتتلمذ ويقف موقف موسى مع العبد الصالح .
وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدمالتكافؤ بين المتحاورين ، ولقد قال الشافعي رحمه الله : ( ما جادلتعالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) . وهذا التهكم منالشافعي رحمه الله يشير إلى الجدال العقيم ؛ الذي يجري بين غير المتكافئين
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس