
18-05-2011, 01:22 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
آدابُ الدعْـــوة إلى الله
إن الحمد لله نحمده و نشكره و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك و من الأمل إلا فيك و من التسليم إلا لك و من التفويض إلا إليك و من التوكل إلا عليك و من الرضا إلا عنك و من الطلب إلا منك و من الذل إلا في طاعتك و من الصبر إلا على بابك و من الرجاء إلا في يديك الكريمتين و من الرهبة إلا بجلالك العظيم.
اللهم تتابع برك و اتصل خيرك وكمل عطاؤك و عمت فواضلك و تمت نوافلك وبر قسمك و صدق وعدك و حق على أعدائك وعيدك ولم يبقى لنا حاجة هي لك رضا و لنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها و أعنتنا على قضائها يا أرحم الراحمين . وبعد :-
اخواني الأفاضِلُ , أخواتي الفُضْلَياتُ .. الدُعاةُ إلى الله ... أساتِذتنا الكِرام , حينَ شرَعْتُ في هذا الموْضوع , كُنتُ اشْرَعُ له لأجْلِ مُحاضرةٍ صوْتِيّةِ ألقيها على بعْضِ الإخْوةِ الأحباب .. وكُنتُ قد عزمتُ على أن تكون هذه محاضرة واحِدة ... آداب الدعوة هي: كيت وكيت وكيت .. وننتهي ونبدأ موضوع آخر ...
ولكِن وجَدْتُ وخْزَ الضميرِ على نفْسي أشدُّ ... فأكثَرُ من جلسوا للدعوةِ إلى اللهِِ يسْمعون هذا الكلام , ويُكرّرُ على آذانِهِم .. فكل يوم عشرات الدعاة والمشايخ يقولون الدعوة كيت وكيت وكيت فافعل ... وننتظِر أن يفعل أحدٌ مِنّا شيئاً مما ذُكِّروا بِه فلا نجِد مع مُثبِّطات العزيمةِ وحال الدنيا إلا التسْويف ...
فأولى بي إذاً إن كُنْتُ سأُكرِّرُ كلامَ مشايخي .. أن أضْغَطَ زِرّ التسجيلِ على شريط لأحد مشايِخنا الكِرام وأجْلسُ واسْتمِعُ معهم .. وهذا أأمَنُ لي ولهُم .. وحسْبُنا بالتّذْْكِرةُ الواجِبَة .. : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) [ الذاريات : 55 ].
لكِن هدانِي اللهُ عزّ وجلّ في أن أعزِمَ على المُضيِّ قٌُدُماً في هذا الأمْر ... وآثرتُ أحِبتي في الله أن أعطِيَ هذا الأمر حقّه وأن أحاول أن أعالِجَهُ معالجةً جادّة ... أحاوِلُ وسعي ان تكون جديدةً في طرْحِها .. ومُحاولةُ وضْعِ ثوابِتَ يسيرةً سهْلة تُعينُ الداعيه على أمْرِهِ .. وهذا خيْرٌ من الصمْتِ .. فلعلي أذكِّر بها نفْسي وأعالج بها نفسي قبْلَكم ..
وإن كانت هذه نيّتِي ... أن اقدِّمَ في هذه المحاضرات التجديد في الأسْلوبِ وما هو واجب عليْنا معْرِفَتُهُ واتِّباعُهُ , فأسْأل الله تعالى أن تكونَ نيّتي لوجْهِهِ خالِصة .... ولولا عِلْمي بتواجُدِ العلماء الأجلاء والأساتذة الفضلاء – فلا أراني سأدلوا بدلوٍ لم يسبق أن أحاطوا به علما , بل من كلامِهِم أغْزِل .. ومن جُمَْلِهِم أتّخِذُ لهذا الموْضوعِ خطّةً ومنْهاجا ... لوْلا أني راعيْتُ إعادةَ الطرْحِ بما يتناسَبُ والإنْترنِت ... فإن وُفِّقْتُ فمن الله عزّ وجل .. وإن أخْفَقْتُ فمِن نفْسي , ويكْفيني حينَئذٍ أني خرجْتُ من كلماتي بالتذْكِرَةِ متبعا قول الله تعالى : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
العلم والمعرفة ... بين القطع والظن ( الشك واليقين).
القطعوالظن
القطع :بمعنى الجزم , واليقين , والعلم... وهو اعتقاد الشيء بأن لا يُمكِن غيره... وهوأنواع ثلاثة:
اليقين:هو أن يجزم الجازم بأن ما يُدرِكه هو المطابٍِق للواقِع .. ويكون جزمه بالدليلالقاطِع.الإعتقاد (الإيمان) :وهو إمااعتقاد جازِم : وهو أن يجزِم الجازم بأن ما يُدرِكه هو المطابٍِق للواقِع وقد يكوناعتقاده بلا دليل .. أما إن ثبُت عدم مطابقتِه للواقع فيُسمى اعتقادافاسِداً.العلم :إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقِع .. ويمكن اننكتسِب العلم من كل ظني رجُح بدليل او قرينة.ِ.. وعليه يكون العلم المطابِق للواقِعدرجاتٍ :1-أقل درجاتِه : أن يكون علم إلزامي لا يحتمل النقيض (الاعترافوالتسليم).2-وفوقه درجة : علم إلزامي لا يحتمل النقيض , ويُورث القلبطمأنينة.3-أعلى درجاته : علم إلزامي لا يحتمل النقيض , ويُورث القلبطمأنينة , ويُورث النفس لذة ومُتْعة.
الظن :وهو تجويز أمرين أحدهماأظهر من الآخر , وهو خلاف اليقين .. وقد يستعمل بمعنى اليقين إن كان ظناً راجِحاًبادلة وقرائِن... وعليه يمكن تقسيم الظن إلى أقسام :
الظن الراجِح : وهي الدرجة الأقل من اليقين ... وله أيضاً درجات :1-أعلاها : أن يأتي بمعنى اليقين ... وهو في القرآن الكريم .. في قوله تعالى " الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوارَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " .. .. و قال " وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْأَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " .. وكما في المشهور .. كفضائِل الأعمال , والرذائِل.. و هذا يجوز العمل به بالإجماع .2-المرتبة التالية : غلبة الظنو هذا كذلك يجوز العمل به بإجماع الفقهاء قال تعالى " لَوْلَاإِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراًوَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ " ... و قال تعالى"... فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَنيُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ"3-أدناها : التي ليْس بينها وبين الشكدرجة.الشك : تجويز أمرين لامزية لأحدهما على الآخر , وهيمرتبة تتساوى فيها الإحتمالات تساوياً تاما , فلا يكون لبعضها رجحان على بعض .. كمافي قوله تعالى " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْأَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّبَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" ... و قوله تعالى "مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْهَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "... ولا يجوز العمل به حتى يترجح أحد الطرفين .. فيتحول بهذا الترجيحِ إلى ظنٍ راجِح ... وأقل مراتبه تلك التي تكادُ تكون مرضيّة , وتقترِب من الوهم والوساوس... ولا يجوز الأخذ بها .. الظن المرجوح (الوهم) :وهو الظن الذي لم يقُم عليْهِ دليل , ظنمجرد من العلم .. وقائم على الهوى والغرض المخالف للشرع ... وهذا منهي عن العملبه... وفيه قال تعالى " إن يتّبعون إلا الظن وما تهوى الأنفسولقد جاءهم من ربهم الهدى " .. ويقول الله تعالى " وَإِنتُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَإِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ " ... ومثاله : كأن يقولالمسيحي : المسيح هو الله .. وتطالبه بالدليل .. أين عرف وأين دليله .. فلا يجد أيدليل .. وإنما هكذا هو ظنه الذي ورِثَهُ عن آبائِه .. ظنا ليس مبناه العلم .. وهذاالظن منهي عن العمل بإجماع العلماء كما بيناه أعلاه ..
إضافة صغيرة لموضوع الدكتور القيم .. لعلها تتنفع :قوله تعالى :" الَّذِينَيَظُنُّونَأَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "وقوله تعالى : " وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَفَظَنُّواأَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْيَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا "لماذا لم يقل ( الذينيوقنونأنهم ملاقوا ربهم )أو ( فتيقنواأنهم مواقعوها )هناك فرق دقيق بين اليقين والظن بمعنى اليقين، قال فيه العلماء ماقالوا كان أدقهم الإمامابن عطية الأندلسيفي تفسيره للآية 53 من سورة الكهف .. حيث فرقبينهما في أصل الاستعمال البلاغي: ما يقع ويُحس يستخدم فيه لفظ التيقن ..لأن اليقين التام هو ما قدوقع وانتهى أو ناله الحس بأية وسيلة ..أما الظن بمعنى اليقين فهو عندما يكون العلم متحقق لكنه لم يقع بعد .. أو متحقق لكنه لا يشعر به ..في الآية الأولى:نحن لم نلاقي بعد ربنا جل وعلا .. فاللقيا والإحساس بها لم تتحقق بعد .. غايتها أنها علم محقق الوقوع ..كذلك الآية الثانية:هم رأوا النار فعلاً لكن المواقعة ذاتها والإحساس بها لم تتم بعد .. غايتها أنها علم محقق الوقوعفائِدة :- التواتر: يُفيد اليقين .. ومُنْكِر التواتر .. مجنون .. فوجود مدينةٍ كبغداد .. نجْزِمُ بها .. دون أن نراها وأن نتيقن منهابأنفسِنا .. لأنه أمر متواتر .. ولا يُمكِن انكاره .. ولِذا ببساطة : منكر التواترمجنون ... بل إن قبل ظهور الجينات .. وعلم الصبغيات الوراثية .. فإنه لم يكن ليثبُتالنسب إلا بالتواتر..!!- الحديث الضعيف .. يفيد الظن المرجوحولا حجة فيه .. وتساهل العلماء في الضعيف (إن كانفي مرتبةِ الحسن ) , أو كان يتحدث عن الفضائل .. والعمل بالفضائِل في نفسِها راجِحة .- الدليل القاطِع عند أصحاب الأديان :أن يكون نصاً صحيحاً منالكتاب السماوي أو الوحي الذي يعتقِد فيه , ويكون صريحاً في المسألة .. بمعنى .. قال المسيح " الحياةالأبدية أن يعرفوك أنك أنت الله وحدك"فتوحيد الله مقطوع بصحته في الإنجيل .. وكقول الله تعالى في القرآن الكريم .. "وما قتلوه وما صلبوه" .. فعدم قتله وعدم صلبه مقطوعبصحته في القرآن الكريم
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|