27- القرآن في الشعر وواظب على درس القرآن فإنه ***يلين قلبًا قاسيًا مثل جلمد
الله أكبر إن دين محمد *** وكتابه أقوى وأقوم قيلاً
لا تذكر الكتب السوالف عنده *** طلع الصباح فأطفئ القنديلا
جاء النبيون بالآيات فانصرمت *** وجئتنا بكتاب غير منصرم
آياته كلما طال المد جدد *** يزينهن جمال العتق والقدم
أحسن من قينة ومزمار *** في ظلمة الليل نغمة القارئ
يا حسنة والجليل يسمعه *** بحسن صوت ودمعه جاري
فلم يبق للراجي سلامة دينه *** سوى عزلة فيها الجليس كتاب
كتاب حوى كل العلوم وكلما *** حواه من العلم الشريف صواب
فإن رمت تاريخًا رأيت عجائب ***ترى آدم إذا كان وهو تراب
ولاقيت هابيل قتيل شقيقه *** يواريه لما أن أراه غراب
وتنظر نوحا وهو في الفلك قد طغى *** على الأرض من ماء السحاب عباب
وإن شئت كل الأنبياء قومهم *** وما قال كل منهم وأجابوا
ترى كل من تهوى ففي القوم مؤمن *** وأكثرهم قد كذبوه وخابوا
وجنات عدن حورها ونعيمها *** ونار بها للمشركين عذاب
فتلك لأرباب التقى وهذه *** لكل شقي قد حواه عقاب
وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته *** فإن دموع العين عنه جواب
تجده وما تهواه من كل مطلب *** فللروح منه مطعم وشراب
وإن رمت إبراز الأدلة في الذي *** تريد فما تدعو إليه تجاب
تدل على التوحيد فيه قواطع *** بها قطعت للملحدين رقاب
وفيه الدواء من كل داء فثق به *** فوالله ما عنه ينوب كتاب
وما مطلب إلا فيه دليله *** وليس عليه للذكي حجاب
يريك صراطًا مستقيمًا وغيره *** مفاوز جهل كلها وشعاب
يزيد على مر الجلديدين جده *** فألفاظه مهما تلوت عذب
وفيه هدى للعالمين ورحمة *** وفيه علوم جمة وثواب
أطيلوا على السبع الطوال وقوفكم *** تدر عليكم بالعلوم سحاب([1]) وكم من ألوف في المئين([2]) فكن به *** ألوفًا تجد ما ضاع عنه سحاب وفي طيء أثناء المثاني([3]) نفائس *** يطيب لها نشر ويفتح باب وكم من فصول في المفصل([4])قد حوت *** أصولا إليها للذكي مآب سليمان قد أعطاه فهما فناد *** يحبك سريعا ما عليه حجاب([5]) سل منه توفيقا ولطفا ورحمة *** فتلك إلى حسن الختام مآب([6])
([1]) السبع الطوال، سورة البقرة وآل عمران، والنساء والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال مع التوبة لعدم الفصل بينهما بالبسملة أو سورة يونس.
([2]) المئون: السور التي تزيد أياتها على مئة آية أو تقاربها.
([3]) المثاني: هي السور التي تلت المئتين في عدد الآيات.
([4]) المفصل: من سورة ق إلى آخر القرآن سمي بذلك لكثرة الفصل بين السور بالبسملة.
([5]) قال تعالى: }فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا{[الأنبياء: 79].
([6]) ديوان الصنعاني (19، 20، 21).