عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 22-05-2011, 10:55 AM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 51
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 19
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي

التوجهات التربوية الدولية تنادي بالفصل بين الجنسين في التعليم !
--------------------------------------------------------------------------------------------------


تشير المراجع التربوية التاريخية إلى أنه لم يكن مسموحا للمرأة الأمريكية بالذهاب إلى المدرسة، وأن التعليم كان متاحا للرجال فقط، ثم ظهرت مدارس لتعليم الفتيات في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكانت مدارس التعليم العام في أمريكا وبريطانيا مدارس منفصلة، أي يوجد مدارس خاصة بالبنين ومدارس خاصة بالبنات، ومع تصاعد نشاطات الحركة النسائية في الغرب وزيادة أعداد الطلاب والطالبات، ورغبة في البعد عن نمط التعليم الكنيسي الذي كان شاهداً على نمطية التعليم في الغرب حدثت تغييرات في السياسات التعليمية كان من بينها تقديم تعليم موحد في مكان واحد، وإلغاء الفوارق بين الجنسين في المجال التعليمي ومما دفع المسؤولين كذلك إلى هذا التغيير هو اعتقادهم أنه أكثر اقتصادية، وأنه الوسيلة الوحيدة الممكنة لتقديم تعليم متقدم للأغلبية من الشباب الغربي.

وفي السنوات الأخيرة أكدت نتائج الكثير من الدراسات العلمية فشل التعليم المختلط، وطالب أولياء الأمور والأهالي الذين أقلقتهم النتائج المروعة لاختلاط المراهقين في المدارس بالفصل بين الجنسين في التعليم، وقد صرح الرئيس الأمريكي السابق كنيدي عام 1962م بهذه النتائج المروعة في قوله: (إن الشباب الأمريكي مائع ومترف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يتقدمون للتجنيد يوجد منهم ستة غير صالحين وذلك لأننا سعينا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصورة مستهترة مما أدى إلى إنهاكهم في الشهوات). وفي عام 1998م قدمت السناتور الأمريكية كي بيلي قانون المدارس غير المختلطة، ومما قالت فيه: (اداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً وتزداد ثقتهن بأنفسهن).

واستجابة لنتائج الدراسات الأمريكية التربوية وللتوجيهات الدولية التي نادت بالفصل بين الجنسين في التعليم، ولمطالبات الأهالي خصصت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش عام (2002م) ما يزيد عن (300) مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات، وتطبيقاً لتلك الإستراتيجية بلغ عدد المدارس الحكومية غير المختلفة في عام (2005م) (223) مدرسة بمعدل زيادة سنوية قدرها (300%) وبلغ عدد الولايات الأمريكية التي تقدم تعليماً غير مختلط (32) ولاية.

وفي المملكة المتحدة أشارت دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين إلى أن التعليم المختلط أدى إلى إنتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً بالحرام وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وتأكيداً لهذه النتائج صدر في عام (2005م) تقريراً يحمل إحصائيات تشير إلى أن مستوى التحصيل الأكاديمي للبنات في المدارس غير المختلطة زاد بنسبة (10%) عن تحصيل مثيلاتهن ممن تدرسن في المدارس المختلطة وذلك في جميع المواد الدراسية الاساسية، وفي استراليا أجرى المجلس الاسترالي للبحوث التربوية دراسة لمدة ست سنوات لمقارنة أداء أكثر من (270.000) طالب وطالبة في مدارس التعليم المختلط والتعليم المنفصل، ووجد أن طلاب والطالبات في التعليم المنفصل تفوقوا أكاديمياً وسلوكياً على طلاب وطالبات التعليم المختلط.

وتأكيداً لأهمية الفصل بين الجنسين في التعليم نادت التوجهات الدولية في مجال التربية والتعليم بعدم تدريس الرجال للطالبات أو تدريس النساء للطلاب، وتأتي هذه التوجهات بناء على نتائج دراسات علمية كشفت أمام العالم الأضرار الخطيرة المترتبة على هذا التدريس، ومن ذلك ما كشفت عنه دراسة غير مسبوقة في البوسنة من أن (58%) من الطالبات عينة الدراسة رضخن للابتزاز الجنسي من قبل الأساتذة أو مساعديهم، وأنه غالبا ما يفضي الاتصال المباشر بين الطالبات والاساتذة إلى استدراج الفتيات ومساومتهن على النجاح، وأن الآخرون يلجأون إلى اسلوب الصداقة وإلقاء النكات وفي النهاية تقع الفتاة ضحية الاعتداء الجنسي.

هذه النتائج وغيرها أصبحت مثار اهتمام المسؤولين والآباء والأمهات خاصة وأنها تتعلق بمصير ومستقبل دولهم وأبنائهم، الأمر الذي دعا إلى إعادة النظر في قضية التعليم المختلط الذي أثبت فشله في تحقيق المساواة المنشودة بين الجنسين، بل على العكس من ذلك أدى إلى مزيد من التميز خاصة ضد البنات وأثر سلباً على مستوى تعليمهن، وبالرغم من أن النتائج تدعم الفصل بين الجنسين في التعليم إلا أن أصواتا ترتفع تطالب بالتعليم المختلط، معتمدة على معلومات شخصية دون الرجوع إلى الدراسات أو حتى متابعة تطورات التعليم في الدول المتقدمة التي يتخذونها مثالاً على فاعلية التعليم المختلط.

أخيراً: شريعتنا الإسلامية هي الشريعة الكاملة الشاملة لأحوال العباد كلها الاجتماعية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والسياسية.. الخ، لأنها منزلة من الله الحكيم العليم العالم بأحوال العباد وما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم، ومما جاءت به تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وسد المنافذ التي توصل إليها، ومن ذلك مفسدة اختلاط الرجال بالنساء، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في الطرق الحكمية: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من اسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة).


نشر في شبكة (سعوديون) بتاريخ 21-10-2009