الحلم....
بسم الله الرحمن الرحيم
يروى في كتب الأدب إن " معن بن زائدة " كان أميراً على العراق وكان حليماً كريماً يضرب به المثل فيهما , وقد قدم عليه أعرابي يمتحن حلمه.
فقال له :أتذكر إذ لحافك جلد شاه وإذ نعلاك من جلد بعير
قال : نعم , أذكر ذلك ولا أنساه .
فقال : فسبحان الذي أعطاك ملكاً وعلمك الجلوس في السرير
قال : سبحانه وتعالى
قال : فلست مسلماً إن عشت دهراً على معن بتسليم الأمير
قال : يا أخا العرب : السلام سنة
قال : سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
قال : يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحباً بك , وان رحلت فمصحوب بالسلامة
قال : فجد لي يا بن ناقصة بشيء فأنى قد عزمت على المسير
قال : أعطوه ألف دينار يستعين بها على سفره فأخذها
وقال : قليل ما أتيت به واني .......لأطمع منك بالمال الكثير
قال : أعطوه ألفا آخر فأخذها
وقال : سألت الله أن يبقيك ذخراً فما لك في البرية من نظير
قال : أعطوه ألفا آخر
فقال الاعرابى : أيها الأمير ما جئت إلا مختبراً حلمك لما بلغني عنك فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسم على أهل الأرض لكفاهم , فقال معن : يا غلام كم أعطيته على نظمه قال : ثلاثة ألاف دينار , فقال : أعطه على نثره مثلها , فأخذها ومضى في طريقه شاكراً
|