[على سبيل الحق]

إذا تفيد التحقق والتحقيق
فكأنه أراد إن الإنسان لا يمكن له أن ينفصل عن زوجه إلا أن يكونا وصلا إلى حد ضعف المحبة وانفصام الرحمة لا يمكن بعدها العيش
ومنه قوله تعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
فالزوجان من نفس واحدة وبينهما السكنى والمودة والرحمة
ثم انهدت كل تلك الوشائج وانفصمت كل تلك الروابط وتفسخت كل تلك العلاقات
فوجب ههنا الطلاق
فلما كان الطلاق صعبا عسيرا لازم أن توفقه إذا لما فيها من معنى التحقق والتحقيق والصعوبة
قال تعالى:"فلولا إذا بلغت الحلقوم" أي تحقق بلوغها الحلقوم أي: الروح
أما متى فهي تفيد مطلق الشرط الزماني لأنك قد تستغني عن مملوك لوجود آخر وقد تستغني عنه طلبا للأجر وقد تستغني عنه طلبا للمال ...

وهذ براعة من الكاتب فقد تدرج من السهل إلى الصعب
فإن الصديق ليس كالمملوك الذي لا زم أن تكون وشيجة المحبة بينه وبين صاحبه ليست بالقوة المعهودة فتركه
وليس كالمرأة التي ناسب أنها مخلوقة من نفس زوجها وهو كذلك وبينهما من المودة والرحمة ما بينهما ثم استحالت العشرة وانفصمت العرى فطلقها
الصديق أعلى من ذلك كله وأوثق عروة من ذلك كله
الصديق يكون سببا في فساد صاحبه أو نجاته(الصاحب ساحب)
قال تعالى:"ياليتني لم أتخذ فلانا خليلا.لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني" انظر بعد أن جاءه الذكر
قال تعالى:"حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا"
(المرء على دين خليله)

أرجو أن تكون الإفادة متحققة
والله تعالى أعلى وأعلم