
02-01-2008, 04:30 AM
|
 |
عضو ممتاز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 275
معدل تقييم المستوى: 18
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sniper
والله انا مش عارف اقول ايه
لانى مقدرش اتكلم عن حاجه انا لا اعرفها نهائيا
وشكرا على الموضوع
|
جزيت خيرا على المرور
واقرأ لتعرف
:::::::::::::::
جماعة الإخوان المسلمين إلي أين؟
--------------------------------------------------------------------------------
** الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
أما بعد:-
نشأت دعوة الإخوان عام 1928م أي بعد سقوط الخلافة العثمانية بنحو أربع سنوات تقريبا مما كان لهذا أثر كبير في فكر جماعة الإخوان وحقيقة وبلا مجاملة لم تقم هذه الجماعة على أصول ثابتة تسير عليها عمليا فالأصول التي وضعوها لجماعتهم كانت نظرية فقط لم تأخذ طريقها إلى العمل فمهمة إعادة الخلافة مهمة عظيمة جدا ولا يمكن الوصول إليها إلا بالسير على أصول إسلامية ثابتة أما قادة هذه الجماعة فقد فاتـهم الحرص على هذا الأمر العظيم وقد عايشوا أحزابا سياسية علمانية كان أيضا لها تأثير كبير على فكر جماعتهم وإنك لتجد الكثير من تصورات هذه الأحزاب قد تسربت إلى فكر قادة الجماعة ومن أهمها كيفية جذب الجماهير إلى صفوف الجماعة فإن الجماعة رأت أن الأحزاب السياسية إنما تصل إلى الحكم والتمكين عن طريق الرصيد الجماهيري الذي يمكنها من السيطرة على قبة (( البرلمان )) فظنت أن هذا هو أقرب طريق لإعادة الخلافة المفقودة وصرفت كل جهودها في كيفية تجميع الجماهير ومن المعلوم لدى هذه الجماعة أن هذه الجماهير تعتقد عقائد استحقت من أجلها أن يسلط الله عليها هؤلاء الكفار ويسلب منها العزة التي كان عليها السابقون إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولكن صراع الجماعة مع خصومها من الأحزاب العلمانية المعاصرة جعلها لا تعبأ بالأصول الشرعية ولا تقيم لها وزنا إذا اصطدمت مع التصورات السياسية إذ كانت أنظار الجميع تتجه إلى الجماهير هذه هي الحقيقة التي يلمسها كل باحث عن الحق والتي جعلت أقوال الإخوان التي سطروها في كتبهم تخالف أفعالهم الحركية والتي من ضمنها قولهم : ( دعوتنا مربوطة بالكتاب والسنة وعقيدة السلف)
موقف الإخوان المسلمين من الأحزاب العلمانية والقومية والبعثية بل الأديانكاليهودية والنصرانية فهو موقف سلمي بل أخوي .
أثبت عباس السيسي في كتابه ( في قافلة الاخوان المسلمين ) جزء / 1 ص 151 خطاباً للبنا موجهاً الى زعيم اليهود في مصر هذا نصها :
( خطاب من المرشد العام إلى حاخام وكبار الطائفة الإسرائيلية )
" أحببت أن أنتهز هذه الفرصة لأقول إن الرابطة الوطنية التي تربط بين المصريين جميعاً على اختلاف أديانهم في غنى عن التدابير الحكومية والبوليسية ولكن نحن الآن أمام مؤامرة دولية محكمة الأطراف تغذيها الصهيونية لاقتلاع فلسطين من جسم الأمة العربية وأمام هذه الفورة من الشعور المتحمس في مصر وغير مصر من بلاد العروبة والإسلام لا نرى بداً من
مصارحة سيادتكم ـ !!! ـ
وأبناء الطائفة الإســـرائيلية ـ !!!!! ـ
من مواطنينا الأعـــــــــزاء ـ !!! ـ
بأن خير حماية وأفضل وقاية أن تتقدموا ( ســــــيادتكم ) ـ !!! ـ ومعكم وجهاء الطائفة فتعلنوا على رؤوس الأشهاد مشاركتكم لمواطنيكم من أبناء الأمة المصرية في كفاحهم القومي الذي اتخذوه مسلمين
ومســـــــــــــــــــــــيحيين
لإنقاذ فلسـطين .
يا صاحب الســـــــــــــيادة ـــ !!!!!!!! ـــ
بذلك تكونون قد أديتم واجبكم وأزلتم أي ظل من الشك يريد أن يلقيه المغرضون حول موقف الإسرائيليين في مصر وواســيتم الأمة كلها والشعوب الاسلامية في أعظم محنة تواجهها في تاريخها الحديث .
ولن ينسى لكم الوطن والتاريخ هذا الموقف المجيد ، وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ـ !!!!!!!!!!!!!!!!!! ـ
حسن البنا .
*يدل على ذلك أيضاً قول البنا أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية لبحث قضية فلسطين : ((. . . أنه لا يريد أن يتحدث عن مشكلة فلسطين من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد طال فيها البحث ولا حاجة إلى تكرار ما قيل والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست خصومة دينية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً . . .)).أنظر الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409-410).التوقيع حسن البنا
** قال عباس السيسي نقلا عن إمام الإخوان حسن البنا(من كتاب فيقافلة الإخوان المسلمين ( 1ـــ 205):
( أرسل صاحب الغبطة الأنبا يوساب الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية إلى فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمون بطاقة كريمة يقدم فيها تهنئة بالعيد السعيد مع أطيب التمنيات .!!!!!
وقد رد عليه فضيلة المرشد العام حسن البنا بالبرقية التالية :
حضرة صاحب الغبطة الأنبا يوساب الثاني ـ بابا وبطريرك الكنيسة المرقسية . . أشكر لغبطتكم باسمي واسم الإخوان تهنئتكم الرقيقة وتمنياتكم الطيبة بمناسبة
عيد الأضحى المبارك ، وكل عام وغبطتكم والمواطنون الأعزاء بكل خير !!!!
وقال أيضا :
)وليست حركة الإخوان المسلمون حركة طائفية موجهة ضد عقيدة من العقائد
أو دين من الأديان أو طائفة من الطوائف ،إذ أن الشعور الذي يهيمن على نفوس
القائمين بها :
أن القواعد الأساسية للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية ، وال*****ة ، وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجهوا جهودهم
إلى إنقاذ الإنسانية من هذين الخطرين الزاحفين .
ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية ،
ولا يضمرون لهم سوءاً، حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق
الطيبة ، أما اشتراكهم الفعلي في مساعدة العصابات الصهيونية بفلسطين بكل
صنوف المساعدة ، فلم يكن هناك بد من أن يشعروا بأن هذا المسلك المعوج الخاطي قد أفقدهم العطف ) .
قافلة الإخوان المسلمين ( 1 / 286 ـ 287 )
وقال أيضا :
( والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية ، لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ، ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار :
فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية !!!!!
لأن القرآن الكريم حضًّ على مصافاتهم
ومصادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية .
وقد أثنى عليهم، وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً: ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي
أحسن ) ......الخ
الأخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبدالحليم ( 1 / 409 )
**يقول عمر التلمساني ـ المرشد العام للإخوان المسلمين ـ :
قال في " ذكريات لا مذكرات " ( ص 23 ) :
) وخرجت إلى الحياة العملية ، فقضيت مدة التمرين في مكتب أحد المحامين في
العتبة الخضراء ، اسمه " إبراهيم بك زكي " وكان قاضياً ، وأحيل للمعاش فاشتغل
بالمحاماة .
ولعل هذه الخطوة غير المقصودة التي بدأت بها حياتي العملية ، تدل على أني بعيد
كل البعد عن فكرة التعصب ، وأن هذا مسلم وهذا مسيحي .
ما كانت هذه المعاني تخطر لي على بال . ولست أدري أي شيطان ألقى بهذه المعاني
وأشعلها في حكم السادات فتنة طائفية .
يعلم الله أنه لا فتنة هنا . ولا طائفية هناك . الكل مصري يدين بديانته دون تدخل ،
ويباشر نشاطه دون عراقيل ، ويحيا حياته هادئا آمنا مستقرا ( ....
**
***ضعف الولاء والــبراء في المنهج الإخواني فمن الأدلة الواضحة على ذلك.
أولا: ما نقل محمود عبدالحليم في كتاب ((الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ)) تحت عنوان (في قضية فلسطين) تحدث محمود عبد الحليم وهو من قادة حزب الإخوان عن لجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم العربي من أجل قضية فلسطين وقد حضر البنا اجتماعا لها في مصر ممثلا عن الحركة الإسلامية وألقى كلمة قال فيها ما نصه:
((والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية إلا أنّ هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي فأريد أن أوضحها باختصار فأقرر: أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأنّ القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}.
وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الإقتصادية والقانونية قال تعالى:
{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم})) الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409) ط. الدعوة للطبع والنشر والتوزيع.
**
**وقال الغزالي في كتابه ( من هنا نعلم ) (ص150-153) : ((ومع ذلك التاريخ السابقفإننا نحب أن نمد أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان وتقرب بين بنيها وتنزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق .
أننا نُقبِل مرحبين على وحدة توجه قوى المتدينين إلى البنا لا الهدم وتذكرهم بنسبهم السماوي الكريم وتصرفهم إلى تكريس الجهود لمحاربة الإلحاد والفساد وابتكار أفضل الوسائل لرد البشر إلى دائرة الوحي بعد ما كانوا يفلتون منها إلى الأبد . . .،إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال بيد أننا نريد تعاوناً بين المؤمنين بعيسى ومحمد لا بين الكافرين بالمسيحية والإسلام جميعاً ))أ.هـ.
****الشيخ محمدالغزالي يدعو إلى لين القول و خفض الجناح مع العصاة و الكفار و لكن إذا تكلم عن الشباب الإسلامي تجده يستخدم أقذر الألفاظ كما جاء في (( دستور الوحدة الثقافية )) : (( هؤلاء المرضى المعتوهون )) و قال في نفس الكتاب ص 184 : (( قوم يحسبون الإسلام إزالة شعر و إبقاء شعر )) و قال في وصف الشباب الإسلامي : (( الرمم القديرة على الثرثرة ))
************************************
** جماعة الإخوان المسلمين :
ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله و إنكار الشرك وإنكار البدع، ، وعدم التوجه إلى العقيدة الصحيحة
وهي جماعة لا تدعو إلى توحيد الإلهية ، والتحذير من الشرك الأكبر ، والتحذير من البدع ، بل هي متلبسة ببدع مختلفة ، وذلك يتضح بما يلي :
1/ معرفة حال المؤسس الأول لهذه الجماعة وهو حسن البنا :
أ - أنه صوفي بايع على الطريقة الحصفية كتابه مذكرات الدعوة والداعية (25-28) ، 32 )، ويرى شد الرحال إلى القبور مذكرات داعية ص 33
ب- أنه موالي لليهود والنصارى بزعم أن الدين الإسلامي الحنيف لا يعاديهم ديناً، وأنهم إخوان لنا، وأن عداوتنا مع اليهود عداوة أرض فحسب كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409) وكتاب في قافلة الإخوان المسلمين (1/194، 262) وكتاب حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ص (120، 163 ) .
ج - أنه من دعاة القومية العربية كتاب حسن البنا مبادئ وأصول في مؤمرات خاصة ص (63-64) .
د- أنه من دعاة التقريب مع الشيعة كتاب موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية ص13 وما بعدها، وكتاب ذكريات لا مذكرات ص (249-250)
هـ - أنه كان يحضر الموالد وينشد هذا البيت في رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا
وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
نقله عنه أخوه عبدالرحمن البنا انظر كتاب "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه " ص(71-72) تأليف جابر رزق – بواسطة كتاب الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ص 66 - .. وهذا البيت متضمن للشرك الأكبر، لأنه لا أحد يسامح فيما مضى وجرى إلا الله سبحانه ، ومع هذا فليس كافراً لأنه قد يكون جاهلاً .
2/ أنها جماعة نشأت في أرض يكثر فيها الشرك الأكبر ، فلا تراهم يحاربونه وينكرونه ، وكان المفترض لو كانوا سائرين على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يؤلفوا المؤلفات الكثيرة في إنكار الشرك بدل المؤلفات الفكرية المليئة بالأخطاء العقدية ، لكن أنى لهم هذا ، وهم فاقدوه ، وفاقد الشيء لا يعطيه .
أنظر إلى نشأت مؤسس الجماعة
انتساب حسن البنا إلى عقيدة صوفية هي الطريقة الحصافية، والدليل على ذلك قول حسن البنا نفسه في كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) (ص 27) .: ((وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ثم قال: وحضر السيد عبدالوهاب المجير في الطريقة الحصافية وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها)).
وقال جابر رزق في كتابه (حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصرية) (ص 8) . ((وفي دمنهور توثقت صلته ـ يعني حسن البنا ـ بالإخوان الحصافية وواظب على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة مع الإخوان الحصافية ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب إلى مرتبة التابع المبايع)) اهـ.
قال الناقل: قلت وقد تعلق البنا في التصوف تعلقاً شديداً حتى أصبح يرى شيخ الطريقة في منامه كما ذكر في مذكراته(ص 25ـ26) .
بل شارك في إنشاء جمعية صوفية حصافية كما ذكر في (مذكراته) مذكرات الدعوة والداعية (ص 28).: قال: ((وفي الأثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي الجمعية الحصافية الخيرية وانتخبت سكرتيراً لها وخلفتها في هذا الكفاح جمعية الإخوان المسلمون بعد ذلك)). وكان البنا غارقاً في التصوف كما قال في (مذكراته) مذكرات الدعوة والداعية (ص 28).: ((كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاطفة التصوف والعبادة، فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف...ثم قال ونزلت دمنهور مشبعاً بالفكرة الحصافية ودمنهور مقر ضريح الشيخ حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول)).
وقال محمود عبدالحليم في كتابه: (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التأريخ)([1]): ((وكنا نذهب جميعاً كل ليلة إلى مسجد السيدة زينب فنؤدي صلاة العشاء ن ثم نخرج من المسجد ونصطف صفوفاً يتقدمنا الأستاذ المرشد حسن البنا ينشد نشيداً من أناشيد المولد النبوي ونحن نردده من بعده بصوت جهوري جماعي يلفت النظر))اهـ.
وأقول: فهل سيقتنع الذين يزعمون أنهم يعيشون على التوحيد والسنة وهم مع ذلك يتخذون المبتدعين أئمة يقتدون بهم.
** نقل جابر رزق في كتابه ((حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصرية)) (ص 70ـ71) عن مجلة الدعوة فبراير 1951م حديث عبدالرحمن البناعن أخيه حسن البنا، قال فيه: "وعقب صلاة العشاء يجلس أخي ـ حسن البنا ـ إلى الذاكرين من جماعة الإخوان الحصافية وقد أشرق قلبه بنور الله فأجلس إلى جواره نذكر الله مع الذاكرين وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر وخبأ الصوت إلا ذبالة من سراج وسكن الليل إلا همسات من دعاء أو ومضات من ضياء، وشمل المكان كله نور سماوي ولفه جلال رباني، وذابت الأجسام وهامت الأرواح وتلاشى كل شئ في الوجود وانمحى وانساب بصوت المنشد في حلاوة وتطريب.
الله قل وذر الـوجود وما حوى إن كنت مرتاداً بلوغ كمالي
فالـــــــكل دون الله إن حققته عدم على التفصيل والإجمالي".
قلت: هذان البيتان ينضحان بوحدة الوجود مع ما فيهما من بدع الذكر الصوفي وقبل ذلك قول أخيه "وتلاشى كل شئ في الوجود وانحمى"، هذه عبارات أصحاب وحدة الوجود.
ونقل أيضاً في المصدر المذكور (ص 70ـ71) عن عبدالرحمن البنا قوله: "وذلك أنه حين يهل هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي كل ليلة حتى ليلة الثاني عشر ننشد القصائد في مدح الرسولr وكان من قصائده المشهورة في هذه المناسبة المباركة:
صلى الإله على النور الذي ظهرا للـــعالمين ففاق الشـــمس والقمرا
كان هذا البيت تردده المجموعة ينشد أخي وأنشد معه.
هذا الحبيب مع الأحباب قدحضرا وسامح الـكل في ماقد مضى وجرى
لقد أدار على العـــــــشاق خمرته صـــــرفاً يكاد سناها يذهب البصرا
ياسعد كرر لنا ذكــر الحبيب لقد بلبلت أســـــــماعنا يامطرب الفقرا
وما لركب الحــمى مالت معاطفه لا شك أن حـبيب القوم قد حــضرا
3/ أن الشيء يعرف بآثاره ، والأثر الذي خلفته امتلاء السجون بالشباب ، وكثرة الاعتقالات بسبب فكر الثورة الذي ربت الشباب عليه .
4/ أنها بنيت على أسس منها: القاعدة التي يرددها حسن البنا " نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .
وهذه قاعدة فاسدة معناها تمييع الخلاف مع المبتدعة من الصوفية والرافضة والمعتزلة وغيرهم؛ لذا أنكرها علماؤنا الأجلاء كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز[2]، والشيخ محمد بن صالح العثيمين[3]، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني[4].
وانظر كتاب زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون للشيخ حمد العثمان ، تقريظ الشيخ عبد المحسن العباد ومراجعة الشيخ صالح الفوزان
******************************************
مفهوم الولاء والبراء عند الإخوان مربوط بالجماعة ، فالمحبة والنصرة ، والشفاعات والمناصب للإخوان ، وأما غيرهم فليس له إلا الجفاء والإعراض
فمن كان من الحزب أو أنصار الحزب والوه وقربوه، ووصلوه، ومن كان ليس من الحزب وليس من أنصاره عادوه وجافوه بغض النظر عن دينه وأخلاقه وسلوكه ..!
ومن صوره كذلك مناصرة الحزب وتأييده في الحق والباطل، وعلى الخير والشر .. لكون هذه المواقف صادرة عن الحزب!
فإذا ما ذُكر الحزب بشيء من النقد وإن كان حقاً سرعان ما تثور ثائرتهم .. ويشتد غضبهم وإنكارهم على من تجرأ فوجه ذلك النقد ..!
فكل شيء عندهم قابل للنقد والتقييم والتعقيب إلا الحزب ورجالات الحزب ..؟!!
ومن مظاهره كذلك أن ينال كل ما يصدر عن الحزب من تعليمات وتوجيهات القبول التام لكونها صادرة عن الحزب أو الجماعة .. بغض النظر عن صوابها أو خطئها .. أو موافقتها للحق .. ومن دون أن يردها إلى الشرع ويعرف حكم الله فيها!
ومن مظاهره كذلك تقديم أقوال الحزب وحكمه على قول الله ورسوله .. وهو من أشنع ما يؤخذ على من يقع في الولاء الحزبي المذموم !
ومنه كذلك أن لا يُقبل الحق إلا إذا جاء من خلال قنوات الحزب .. ولو جاء من غير طريق الحزب لا ينال عندهم القبول أو نفس القبول كما لو جاءهم عبر طريق الحزب وقنواته ..!
ومن علامات ذلك أنك إن جادلت أحدهم في مسألة ما ويكون الحق بجانبك ومع ذلك تراه يماري ويجادل ويقلل من قيمة هذا الحق الذي أنت عليه .. فإذا أخبرته بأن هذا الذي تقول به هو قول الحزب وقول قادة حزبه .. تراه يتراجع عن جداله ومماراته ويقر لك أن هذا هو الحق المبين ..!!
ولو وقع قادة الحزب في خطأ جلي ظاهر .. تراهم يتأولون لهم خطأهم ويقيلون عثرتهم، ويقللون من شأن خطئهم وكأنه لم يكن .. بينما لو وقع حزب آخر أو شخص آخر بنفس الخطأ بل وأقل منه تراهم لا يرحمونه .. حيث يحملون عليه أسوأ عبارات الطعن والتجريح، والتأثيم ..؟!!
فهذه الصور كلها من الولاء الحزبي المذموم
التعصب الأعمي وشدة التحزب
** يقول أيضاً الشيخ جاسم(وهو أحد مشايخ الإخوان في الكويت) في كتابه للدعاة فقط ص:122 ما نصه:" بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ولو كان أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم في الصلاة، والإخوان لا يبالون بهم وهم بهذه المزايا إلا أن يتقيدوا بخطط الجماعة و السعي لإقامة أهدافها وهي إقامة دولة الإسلام" أهـ
** الاستاذ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين – رحمه الله – قال في كتاب ( بعض ما علمني الإخوان المسلمون) ص: 3 مانصه:" ولئن كان الإمام المجاهد ابن تيميه وتلامذته قد أدوا إلى الفقه الإسلامي وتوضيح مناهج السلف ما يعد غرة في جبين الفقه الإسلامي ولئن كانوا قد سجنوا أو عذبوا في سبيل التمسك برأيهم الصحيح، ولئن كانوا قد جاهدوا في سبيل الله بالسيف و المزراق فعلاً ، ولئن كانت لهم مدرستهم التي لا تنكر، ولئن كنا نحن الإخوان المسلمين نعتبرهم أساتذة لنا إلا أنني أقرر وانا كامل الإيمان و الصدق أن مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا كانت أعمق أثراً وأبعد فاعلية في نفوس شباب المسلمين، وذلك لأن مدرسة الإمام ابن تيميه أخرجت فقهاء وعلماء حقاً، ولكن مدرسة البنا أخرجت مجاهدين في ميادين القتال ومثلاً في مواقف النظال " أ هـ
*و من أمثلة ذلك ما نقلته مجلة المجتمع عن الشيخ ناصر الألباني و مواقف الإخوان منه و ذلك في العدد رقم 519 في 10/3/1981م حيث قال الألباني – رحمه الله - : (( و لم يمض وقت طويل إلا و بدأ شباب الإخوان يتجاوبون مع الدعوة بصورة ليست غريبة عندي و لكننا بعد ذلك وجدنا موقفاً غريباً و عجيباً جداً أولاً لأننا مسلمون جميعاً و ثانياً لأنـهم قلبوا لنا ظهر المجنة فبينما كانوا يدعوننا لإلقاء المحاضرات هناك إذا بـهم يصدون أفرادهم عنا صدودا ، و عجبت من هذه المفاجآت حينما أرسلوا إلى إخوانـهم ممن كانوا في صفوف الجماعة يذكرونـهم و يطلبون منهم بأن يمتنعوا من التردد على دروس الشيخ الألباني و جرى نقاش طويل بينهم فقالوا : (( يا جماعة لا ندري لم هذا الموقف من الشيخ الذي يصرح بأنه لا يدعو إلى التحزب و التكتل ، كل ما فيه هو أن عنده بعض المعلومات يريد أن ينشرها بين الناس ، لماذا تفصلونا و تبعدونا عن حضور حلقات هذا الرجل و نحن مضينا معه أكثر من سنتين أو ثلاث و شعرنا بالفرق بين الذي كنا عليه و الآن من المعرفة فلماذا هذه المعاداة؟ فكان جوابـهم : لا يجوز الجمع بين الولاءين إما الإخوان و إما الشيخ !! .
و كانت النتيجة أن تم فصلهم و لما قيل لبعضهم أنت رجل مسلم متخلق بأخلاق الإسلام كيف تفعل ذلك ؟ قال : إن هذا قرار القيادة و يجب أن نخضع له ! )) أ . هـ باختصار .
جعل الشيخ البنا الأصول العشرين قاعدة لأصحابه ينطلقون منها وهي فيها حق مسلم به وفيها باطل مقطوع ببطلانه وفيها شيئ فيه نظر والذي يلاحظ عليه أكثر هو : إلزامه لأتباعه بهذه الأصول وكأنه حصر الدين فيها وقد أنكر ذلك عليه علماء الشريعة. وأنا أنقل ما قاله الشيخ أحمد سلام في كتابه ((نظرات في مناهج الإخوان المسلمين))([1]) قال: ((ونحن لا نشك في ضرورة التزام الدعاة بفهم واحد ومنهج واحد من أجل توحيد مصادر التلقي وإيجاد أساس لوحدة المفاهيم والسلوك والمسار" فهل يتحقق هذا المطلب بصياغة الإمام البنا لأصوله العشرين ودعوة الدعاة إلى الإلتزام بها وحدها واعتبارها دينا يدينون الله به (وإذا علم الأخ المسلم دينه من هذه الأصول العشرين فقد عرف معنى هتافه دائما القرآن دستورنا والرسول قدوتنا فما الذي يمنع المسلمين ودعاتهم من وضع أصول شبيهة تزيد عنها أو تنقص ومن دعوة الناس إلى التزامها والتجرد مما سواها وفهم الإسلام من خلالها والتعامل مع القرآن والسنة من قناتها؟!).
أفبهذا المسلك يسير دعاة الإسلام نحو تحقيق وحدتهم؟
أم يكونون عونا لعدوهم على حربهم ونحن لا نشك لحظة واحدة أنّ غيرة الإمام البنا على دعوة الإسلام وشدة حرقته على أوضاع المسلمين هي التي أملت عليه هذه الأصول رغبة في جمع المسلمين في سبيل واحد وتوظيف جهودهم في عمل موحد، غير أنّ التجرد لأصوله وأفكاره واعتبارها أسنى الفكر وأجمعها وأعلاها إنما هو لازم العصمة في الحقيقة ولذا فلن تجد بين علماء الإسلام في السابق من يدعوا إلى فكره ورأيه دون بقية الآراء والأفكار لأن كل عالم منهم كان يعلم أنّ علمه علم اتباع وانّ عمله مقصور على بيان ما جهل الناس من العلم ودعوتهم إليه وإيضاح سبيل الحق السوي الذي جاء به محمد بن عبد الله r وإصلاح ما فسد منه وتربيتهم عليه))أهـ.
وأقول: إنّ إلزام البنا بأصوله العشرين والتزام أتباعه بها يصير المندوب فيها واجبا والواجب ركنا وإنّ عناية أتباعه بهذه الأصول يفوق كل الأحكام التي لم تذكر فيها لذلك فإنهم يقرأونها ويحفظونها أكثر من غيرها ويعنون بشرحها وهذا يجعل لها ميزة أكثر من غيرها ويعطي ما جاء فيها حكما أقوى من الحكم الذي جاء في الشرع وكفى بهذا دليلا على إضفاء الصبغة التشريعية عليها ومن شرع مع الله فقد شاركه في منصب الألوهية قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} ([2]).
**البيعة في المنهج الإخواني وأركانها العشرة وقد ذكرها البنا في رسالة التعاليم من مجموعة الرسائل له([1]) حيث قال:
((أيها الإخوة الصادقون أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها.
(1) الفهم (2) الإخلاص (3) العمل (4) الجهاد (5) التضحية (6) الطاعة (7) الثبات (8) التجرد (9) الأخوة (10) الثقة)).
وملاحظاتي على هذه البيعة من جهات:
الجهة الأولى: أنّ البيعة حق للإمام الأعلى فمن أخذ البيعة غير الإمام الأعلى فقد ابتدع في الدين بدعة مذمومة وقد قال النبيr (ورجل بايع إماماً لم يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفّى له وإن لم يعطه لم يف) ([2]) وقوله: (سيكون عليكم أمراء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول)([3]) وقوله (إذا بويع خليفتان فاقتلوا الآخر منهما) ([4]).
الجهة الثانية: أنّه لم يعرف أن أصحاب الدعوات يأخذون البيعة على دعواتهم فقد قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في القرن الثاني عشر الهجري بالدعوة إلى الله في نجد ولم يأخذ من أحد البيعة على الطاعة ومع ذلك فقد بارك الله فيها وكذلك الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي حين قام بالدعوة إلى الله في جنوب المملكة لم يقل لأحد أنه يريد أخذ البيعة منه لما يدعوه إليه وقد بارك الله فيها وقبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية لم يأخذ من أحد بيعة وقد بارك الله في دعوته فهؤلاء أصحاب الدعوة السلفية أما المبتدعة فإنهم لا يتحاشون من البدع ومن الدعوة إليها.
الجهة الثالثة: أنّ أركان بيعة البنا عشرة أما بيعة النبي rلأصحابه فهي أقل من ذلك بكثير ففي صحيح البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (بايعنا رسول الله r على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) ([5]) وفي حديث ابن عمر: (بايعنا رسول الله rعلى السمع والطاعة فلقننا فيما استطعتم) ([6]) وفي حديث جرير بن عبد الله البجلي: (أنّه بايع النبي r على السمع والطاعة والنصح لكلّ مسلم) ([7]).
فهذه بعض الأركان العشرة وأين الدليل على الباقي؟
فإن قيل أنّ بيعة البنا ليست لنفسه وإنما هي للعمل للإسلام فالجواب أنّه قد سبق البنا دعاة دعوا إلى الله دعوة سلفية أو قل سنية أسسوا دعوتهم على التوحيد كما دعى رسول الله rولم يأخذوا البيعة على أحد بالعمل للإسلام ومع ذلك فقد نجحوا في دعواتهم رحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وليس لأحد منهم (أي المعلمين) أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه، بل من فعل ذلك منهم كان من جنس جنكيز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا واليا ومن خالفهم عدوا باغيا بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله أن يطيعوا الله ورسوله ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق الله ورسوله)) اهـ([8]).
وروى الذهبي في ((السير)) بسنده إلى قتادة قال: حدثنا مطرف (أي ابن عبدالله بن الشخير التابعي المعروف) قال: كنا نأتي زيد بن صوحان فكان يقول: "يا عباد الله أكرموا واجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع قال: فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا فيه كلاما من هذا النحو إنّ الله ربنا ومحمدا نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون أقررت يا فلان حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام قلت: لا قال: زيد لا تعجلوا على الغلام ما تقول ياغلام قلت: إنّ الله قد أخذ عليّ عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا غير العهد الذي أخذه عليّ فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر منهم أحد وكانوا زهاء ثلاثين نفسا) ([9]).
قلت: وفي هذا دليل على أنّ البيعة لا تؤخذ في الدعوة لأنّ الله عزّ وجلّ قد أخذ على عباده أن يطيعوه ويطيعوا رسوله وان يفعلوا ما أمرهم به ويتركوا ما نهاهم عنه وما على الداعية إلا أن يبين للناس ما أمرهم الله به ورسوله وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيه محمد r{إن عليك إلا البلاغ} ([10]) وقال له: {فذكر إنّما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر} ([11]).
وبعد البيان الذي يقوم به الداعية يترك الناس يعملون فيما بينهم وبين ربهم فهو الذي سيحاسبهم إلا إذا ظهر له أنّ أحدا ركب محرما أو قصر في واجب فعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالطرق المشروعة لذلك وبحسب الحالة المناسبة أما أن يأخذ عليهم البيعة أن يخلصوا أو أن يتجردوا لما أوجبه عليهم وكلفهم به أو أن يتآخوا أو أن يثق المتبوع في التابع حتى يعطيه الطاعة العمياء فهذا ما أنزل الله به من سلطان.
الجهة الرابعة: جعله للطاعة في المرحلة الثانية من مراحل الدعوة الثلاث التي ابتدعها طاعة عسكرية لابد فيها من التنفيذ سواء كان الأمر خطأ أم صوابا باطلا أم حقا وقد كان النبي rمع أنه معصوم من الخطإ ومؤيد بالوحي يشاور أصحابه وقد شاورهم يوم بدر وشاورهم يوم أحد وقد مر بنا قريبا أنه كان يبايع أصحابه على السمع والطاعة ويلقنهم فيما استطعت.
أما الطاعة عند البنا فإليك ما قاله في (رسالة التعاليم)([12]) قال: ((وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره وذلك أن مراحل هذه الدعوة ثلاث إلى أن قال في المرحلة الثانية التي هي مرحلة التكوين ونظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية وشعار هاتين الناحيتين دائما (أمر وطاعة) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج)) أهـ.
قلت: وهاتان الناحيتان غريبتان عن الإسلام فالطاعة في الإسلام حكمها الوجوب إلا أنها مقيدة بقيود الأول: مقيدة بالمعروف فلا طاعة في المعصية، وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي rقال: (السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)([13]).وقد ورد أيضا (إنما الطاعة في المعروف) ([14])
القيد الثاني: أن تكون الطاعة فيما يستطيع المرء وكان النبي rإذا بايع رجلا على السمع والطاعة يلقنه (فيما استطعت) رواه البخاري بمعناه في ((كتاب الأحكام)) من صحيحه وهذه الأحاديث دالة على أنّ الطاعة مقيدة بما يستطيع العبد وقد بوب البخاري بقوله: ((باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون)) وأورد فيه حديث ابن مسعود قال: (أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه قال: أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها فقلت: له والله لا أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي r فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله...ألخ.
ومعنى لا نحصيها لا نطيقها ومنه قوله في سورة المزمل: {علم أن لن تحصوه} أي لا تطيقوه.
ومن هنا تعلم أن قول البنا: ((ونظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية ومعنى ذلك أنّ الناحيتين تتفقان على وجوب التنفيذ من غير مراجعة ولا تردد ولا تأخير)) وشعار الصوفية كن بين يدي شيخك كالميت أي تجرد من عقلك وثق به ثقة عمياء ونفذ كل ما يطلبه منك وإن ناقض الدين والعقل وشعار النظام العسكري يقول: نفذ ثم اعترض أي لا تعترض قبل التنفيذ.
ومن هنا تعلم أنّ النظام الصوفي والعسكري في الطاعة كلاهما نظام باطل مخالف للإسلام ومضاد له وبالله التوفيق.
قال الشيخ أحمد سلام في كتابه نظرات في مناهج الإخوان: ((إنّ للطاعة في الإسلام حدودا ظاهرة ومعالم واضحة يقول الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} ([15]) فطاعة الله هي أساس التوحيد وحقيقته وطاعة الرسول هي من طاعة الله سبحانه وتعالى فمن أطاع رسول الله r فبطاعة الله أطاعه ولذا أنزل الله تعالى رسوله r منزلة لم ينزلها أحدا من الناس وجعل له طاعة لم تكن لسواه قال تعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما} ([16]).
وهذه الطاعة المطلقة التي جعلها الله لرسوله والتي لا يتحقق إيمان عبد دونها،لأنه عصمه الله من الخطإ والهوى وفي هذه الآية فرض الله طاعة أولي الأمر فيما أمروا به من طاعة الله وطاعة رسوله ولا طاعة لهم فيما سوى ذلك.
ولهذا قال تعالى في الآية { فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول} وقال رسول اللهr: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنّما الطاعة في المعروف) ([17]).
وذلك أن وليّ الأمر مهما كان على علم وفضل فإنّه بشر يجوز عليه الخطأ والنسيان والميل مع الهوى والأمر بالظلم وغير ذلك فكان لابد من وضع حد لطاعته حتى لا تزل الأمة بخطئه ولا تنحرف بانحرافه ولذا أوجب الله عزّ وجلّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصحة أولي الأمر إلى أن قال فهل يتفق هذا المفهوم للطاعة مع مفهوم الطاعة الصوفية الذي أدخله البنا في أصوله (صوفي بحت من الناحيبة الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج))([18]) أهـ.
وأقول: إنّ البنا أنزل نفسه منزلة مشرع حين فرض طاعة تختلف عن الطاعة التي فرضها الله ورسوله وفرض بيعة وجعل لها أركانا عشرة وفرض طاعة عمياء وثقة في القائد لا تختلف عن الثقة في المعصوم من الخطإ ولا نعرف أحدا من أهل الإسلام وعلماء الإسلام يقول بعصمة أحد من الخطأ إلا الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في أئمتهم وإلا الصوفية في شيوخهم ومع ذلك يزعم البنا أنّ دعوته دعوة سنية سلفية مع ما فيها من طوام ودواهي أوقعه فيها تربيته الصوفية التي عاشها في نشأته وطبق الكثير منها في دعوته.
([1]) (ص 268) .
([2]) انظر صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني رقم الحديث: 3063.
([3]) أخرجه مسلم في الإمارة برقم: 1842.
([4]) أخرجه مسلم باب إذا بويع لخليفتين في كتاب الإمارة رقم الحدييث 1853.
([5]) أخرجه البخاري في الأحكام باب 43/7199.
([6]) البخاري في الأحكام رقم الباب 43 ورقم الحديث 7202.
([7]) البخاري في الأحكام رقم 43 ورقم الحديث 7204.
([8]) الفتاوى (28/16).
([9]) سير أعلام النبلاء (4/192).
([10]) سورة الشورى آية: 48.
([11]) سورة الغاشية آية: 22.
([12]) (ص 274) .
([13]) أخرجه البخاري في الجهاد باب السمع والطاعة للإمام رقم الحديث 2955.
([14]) مسلم من حديث علي برقم 1840 وفي الحديث قصة.,
([15]) سورة النساء الآية: 59.
([16]) سورة النساء الآية: 65.
([17]) كتاب الجهاد من صحيح البخاري رقم الحديث 2955.
([18]) نظرات في مناهج الأخوان (ص 78/79 ) بتصرف.
([1]) (ص 76ـ77) .
([2]) سورة الشورى آية: 31.
([1]) (1/109).
[2] مجموع الفتاوى (3/ 58) .
[3] الصحوة الإسلامبة ضوابط وتوجيهات (1/218-219) .
[4] مجلة الفرقان الكويتية عدد 77 ص 22 .
|