من يدعي أن الأزهر ككيان معنوي كان في انفصال عن الواقع المر في نظام مبارك فقد أخطأ كثيرا ، فطريقة النظام السابق كان يقوم على اختزال الدولة كلها في شخص الحاكم ، وتذويب مؤسساتها كلها لترى ما يراه الحاكم الفرد فقط ، وتقول ما يريده الحاكم فقط ، حتى وإن لم يطلبه ، ولما كان الهدف ضمان السيطرة لأسرة مبارك على السلطة فقط هي الغاية ، والتي وجهتها ارضاء أمريكا ولقيتطتها اسرائيل ، مقابل تفتيت مصر والمساعدة في تفتيت باقي البلدان ، وتفكيك مصر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، فلم يترك مبارك بواسطة أمن الدولة لمسئول مخلص قط على كرسيه ، بل بحث عن الفاسدين الفاشلين ليضعهم على قمة كل مؤسسة ، وبالطبع الفاشل سيكون مسعاه وخطته تسير على نفس خطة من عينه ، وهي العمل التسلطي واختزال كل المؤسسة في شخصه ، وترقيب المحاسيب أصحاب الثقة لا الكفاءة ، وها قد ذهب رأس النظام ، لكن النظام نفسه باق كما هو ، ولا يعقل أن الثورة جعلته يولد انسانا جديدا ، بل يسيرون بنفس الفكر والأيدلوجية التي تربوا عليها عقودا طويلة ، والأمر لو سكت عنه لوجدنا مبارك جديدا ، وستعود ريما لعادتها القديمة ، وهذه هي مشكلة كثير من المخلصين طيبي النوايا ، نظرتهم قصيرة ، ويضحك عليهم بكلمة أو وعد طيب ، أو بشهر منحة ، والسبب أن الكثير من مشائخنا عندهم فقه شرعي ، ولكنهم فقراء في العلوم الانسانية ، التي تتطلب تفحص تواريخ الشخص قبل الحكم عليه ، ولا يكون الحكم عليه وليد تصرف منه ، أو وعود تصدر منه .لعل الرسالة تكون قد وصلت.
|