عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-06-2011, 12:26 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وها نحن الآن نعيش زمن الردع الأمريكي بامتياز؛ حيث تستغل الإشاعة، والدعاية كسلاح يحتل الصدارة في الممارسات الإرهابية الدولية؛ وذلك مع تزايد أهمية الحرب النفسية الموجهة نحو الشرق الأوسط؛ وخاصة الساحة العربية، والإسلامية منها، والأكيد أن هذا يعود إلى جملة عوامل منها:

أن هذه المنطقة من أهم مناطق العالم استراتيجية؛ مما يجعلها أكثر حساسية لأي تحرك سياسي، أو عسكري.. إلاَّ أن الظاهر هو أن التحركات السياسية الرسمية - سواء على المستوى العربي، أو الإسلامي - قد أعلنت إفلاسها؛ وأصبح الخطاب المشترك عند البعض منها مراعاة المصلحة الخاصة، وعند البعض الآخر البحث عن صيغ؛ لمحاولة تمرير اتفاقيات التسوية الخيانية، وغيرها؛ من المشاريع التي من شأنها ترسيخ أقدام التسلط، والهيمنة الاستعمارية.

وها هو الشعب العراقي يعيش محنة دعاية امتلاكه أسلحة الدمار الشامل؛ يهدد أمن جيرانه، وأمن العالم، وتزداد حدة الإشاعة؛ كحرب نفسية؛ لدرجة الاستفزاز؛ بالتأكيد على أن الحرب الموجهة للعراق أمر حتمي، والانتصار فيها أكيد، والإطاحة بالنظام تفرض البحث عن مكان لنفي الرئيس، والتفتيش فيما بعد الحرب، والإصلاحات التي ستتلوها كما زعموا.

وتستثمر الإشاعة؛ فيكون مصطلح الجهاد هو المرادف الحقيقي للإرهاب، وهكذا.. ثم تتحول الإشاعة من المفاهيم إلى الإدانة؛ فيدان الشعب الفلسطيني، ويتهم بالتعدي على حقوق الإسرائيليين؛ كما تدان المقاومة؛ وتعتبر عملاً إرهابياً.

هذا.. وقد حذرنا الإسلام من إشاعة الخبر الكاذب، ووصف الله سبحانه وتعالى، ورسوله الكريم وصفا مبتدع الإشاعة، ومروجها بأقبح الأوصاف؛ فقد وصف بالفاسق في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، والكاذبَ في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الكَاذِبُونَ)، والمنافقَ في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث وإن صلى، وصام؛ وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)..

وحذر الله سبحانه وتعالى من الكذب؛ وبين العقوبة التي يستحقها الكاذب؛ لكذبه؛ فقال تعالى: (فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)، وقال تعالى: (وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)، وحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه المتفق عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)..

أما السامع فقد أمره الله سبحانه وتعالى بالتثبت، والتأكد مما يسمع، وحذره من المسارعة في تصديق كل ما يبلغه فيقع في ندامة من أمره، والخطاب عام للمؤمنين؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)..
__________________
رد مع اقتباس