تفسير الآية من كتاب التفسير الميسر للشيخ عايض القرني:
الله نور السموات والأرض يصرف شؤونهما ويهدي من فيهما ،
فهو سبحانه بنوره استنار من في السموات والأرض،
وكتابه نور ورسله نور وهداه نور فبنوره تنكشف الظلمات وتشرق الأرض
والسموات وتبصر الكائنات مثل نور الله الذي يهدي به
وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن مثل الكوة في الحائط غير النافذة
وفيه مصباح حيث تجمع الكوة نور المصباح فلايتفرق فيكون قويا شديد الإضاءة
وهذا المصباح في زجاجة كأنها لشدة صفائها كوكب مضيء كالدرر
ووقود المصباح من زيت شجرة مباركة وهي شجرة الزيتون لاشرقية فقط فلا
تصيبها الشمس آخر النهار ولاغربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار
بل هي متوسطة في مكان من الأرض لاإلى الشرق ولاإلى الغرب
قد اكتمل نمائها واعتدل ظلها وطابت ثمارها يوشك زيتها لشدة صفاءه أن يضيء
من نفسه قبل أن تمسه النار فإذا مسته النار اشتد توهجه
واكتمل ضياءه نور على نور فهو نور من ضوء الزيت على نور من اشتعال النار
فهذا مثل هدى الله الذي يضيء في قلب المؤمن بنور الفطرة ونور الوحي،
ويضرب الله الأمثال للناس ليفهموا الأحكام ويفقهوا القضايا والله عليم بكل ماظهر
وما خفي.