أن القوى التى دفعت الناس للتصويت بنعم واستنهضت فيهم غيرتهم على دينهم كانت تعلم أن ذلك كان نوعا من الاستخدام المبتذل للمقدس فى معركة سياسية، هذه القوى لم تكن ترغب على الإطلاق فى إسقاط دستور 71 الذى يمنح الحاكم سلطات إلهية لأنها تريد أن تحكم البلاد بما يسمونه " الغلبة " التى يستخدمونها بدلا من " الأغلبية " وذلك تمهيدا لنا لكى نقبل التسلط والقهر باعتبارهما أدوات حكم الغلبة لإصلاح البلاد وإرشاد العباد، إذن هم يريدون استخدام ذات الدستور أو استنساخ دستور معدل يحافظ على "تلك الغلبة " لكى يضمنوا أن يتقلدوا السلطة للأبد، هؤلاء الأفذاذ يتحدثون فعلا عن " الاستفتاء" بالمنطق الذى يدعون أنهم قد اعتذروا عنه من قبل وهو منطق " غزوة الصناديق " منطق هزيمة الآخر، والآخر هنا هو العلمانى واليسارى والقومى والقبطى وكل " الأغيار" الذين لا يستحب حتى مصاهرتهم باعتبار ذلك يؤجل " التمكين" للذين يسمون أنفسهم المتطهرين
|