في موضوع الوحدة العضوية هذه.. لا تخبريني أستاذتي العزيزة بالديباجة الأسطورية " هل يتساوى من أعمل فكره مع من لم يعمله" بالطبع لا يتساوى.. أستاذتي.. لكن أنا قد أعملت فكري وتذوقت ما أمامي من أبيات وحتى الآن مقتنع تمام الإقتناع بتحقق الوحدة العضوية..
البلاغة فن تذوقي في المقام الأول والأخير.. فلا تخبريني _فضلًا لا أمرًا_ بنسب الذكاء وإعمال العقل إلى آخره..
أنا أعد نفسي محبًا للشعر.. أعشق درويش وأهيم بأمل أقرأ لنزار وغيرهم وأتذوق الكثير من قديم الشعر..
وأرى نفسي على قدر_وإن كان أدناه_ من القدرة على تذوق الشعر وفهمه..
فمثلًا عثرت على شيء رائع لسيادتكم لا أخفى إعجابًا به..
وروحى قطرة ٌ حيرى من البللور ِ سابحة ً
بطوفان ٍ من الذكرى
مشاهد عشقنا تترى
على قلبى
كتائبُ ليس لى حول ٌ على تفريقها وحدى
هنا بالأمس قد كنا
نعبُّ الحب فوق الحب بين الحب فى وجداننا عبّا
نداوى الشوق بالعينين / بالكفين / بالهمسات / بالنجوى
وقد كانت لنا ذكرى
بذاك الدرب هل تذكر ؟
وها عصفورنا النادى
يزقزق فوق أكتافى
يذكرنى بحلم كان يملؤنا
بأن نسكن ....
بقلب جزيرة ٍ خضراء َ يأخذنا بساط الريح فى شوق لنلقاها
وها نحن ....
تعلقنا بذاك النجم أغرتنا مدائنه
نبيت الليل فى أحداقه قمر ٌ يناجى شمسه حينا
وأحيانا إلى جفنيه يأخذها فيسكنها خلاياه
وفى عينيك حين يطيب لى السفرُ
أرانى زهرة ً بيضاءَ يسكرها
عبير الحب فى قلبك
وهمس الدفء فى صوتك
وصدقٌ فى ثنايا الروح يحملها على كفيه فى شوق ٍ
فيرقدها على إستبرق ٍ أخضر
يداعبها بأحلام ٍ من المرمر
وبعض ٍ من حكايات ٍلها طيبٌ
يفوق المسك والعنبر
فخبرنى ...
ألا بالله واصدقنى
أيوجد فى ربوع الكون بستان ٌ
- سوى عينيك - تلك الزهرة البيضاء فى أمل ٍ به تزهر ؟
هل تحققت الوحدة العضوية أم لم تتحقق؟؟
أراها_ أنا_ تحققت كما ينبغي للتحقق أن يكون.. هذا تذوقي للشعر.. ولن يغيره.. إقتناع كائن كان بعكس ما أعتقد..
أما النحو.. وجزئية النائب والمفعول به؛ فأنا لا أملك القدر الكافي من التبحر أو العلم القليل حتى لأتفوه بأي كلمة في الأمر.. وإن كنت أظنها" نائب عن المفعول المطلق"..
أرجو تقبل رأيي أستاذتي هذا من ناحية، ومن الأخرى أعود وأسجل إعجابي بأبيات سيادتكم الرائعة بعيدًا عن أي خلاف وحدي عضوي أم لا
في رعاية إلهي وإلهكم..