النظام الاقتصادي
*بيت المال
يعتبر بيت المال هو رأس النظام الاقتصادي حيث كانت تجمع فيه موارد دخل الدولة الإسلامية وهو بذلك يشبه خزانة الدولة العامة أو وزارة المالية حالياً وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وخليفته أبو بكر يوزعان الموارد في حينها ولم يكن يتوفر شيء وأول من أنشأ بيت المال هو الخليفة ( عمر بن الخطاب ) عندما تزايدت موارد الدولة وتدفقت عليها الخيرات بسبب الفتوحات واتساع الدولة الإسلامية وأقام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في كل ولاية بيت مال خاص بها وأمين لبيت المال وكان بيت المال فى عهد الخلفاء الراشدين ملكا عاماً للمسلمين ثم أصبح ملكاً خاصاً في عصر الأمويين والعباسين
*موارد بيت المال
تعددت موارد بيت المال وكان من أهمها :
1-الخراج
2-الزكاة
3-الجزية
4- الفيء
5-الغنيمة
6-المكوس
-أولاً : الخراج
يعتبر الخراج اقدم أنواع الضرائب التي عرفته الشعوب قديماً لارتباطها بالأرض وأقرته الدولة الإسلامية في وضع يتفق مع تعاليم الإسلام .
-وهو مقدار من المال أو الحاصلات يفرض على نوعين من الأراضي الزراعية في البلاد المفتوحة .
تنقسم أراضي الخراج إلى نوعين وهما :-
النوع الأول :
أراضي فتحها المسلمون بعد حرب
الأراضي التي فتحها المسلمون عنوة ( حرباً) وقاتل أهلها دون أن يدخلوا الإسلام يرى الخليفة أن تظل في أيدي أهلها يفلحونها لحاجة الدولة لخبرتهم الزراعية مقابل دفع خراجها ولا يتوارثونها
النوع الثاني :
الأراضي التي استولى عليها المسلمون صلحا
الأراضي التي استولى عليها المسلمون صلحاً أو سلماً مع أهلها تبقى في أيديهم يتوارثونها مقابل دفع الخراج عنها ، لا تسقط ضريبة الخراج عن أهلها حتى بدخولهم في الإسلام .
يؤخذ الخراج عيناً آو نقداً حسب حاجة الدولة فقد اخذ الرسول صلي الله عليه وسلم من يهود خيبر نصف المحصول وأخذه عمر مالا من ارض السواد بالعراق و يتم تحصيل الخراج بعد الحصاد بنهاية السنة المالية
( السنة الشمسية )
لارتباط الزراعة بالنظام الشمسي والفصول الأربعة .
-يراعى في تقدير الخراج مساحة الأراضي وكمية المحصول وجودة التربة وقربها من الأسواق .
وهل كانت هناك أراضى لا تخضع لضريبة الخراج ؟
نعم كانت هناك أراضى لا تخضع لضريبة الخراج وهى الأراضي العشرية بل يؤخذ عشر غلتها كزكاة وهى ثلاثة أنواع :
النوع الأول
الأراضي التي اسلم أهلها وهم عليها دون حرب
النوع الثاني
الأراضي التي تركها أصحابها أو التي لم يعرف لها صاحب ووزعت على المسلمين الفاتحين
النوع الثالث
وهي الأراضي البور التي استولى عليها المسلمون عنوة وقاموا باستصلاحها وإحيائها .
لا يجوز تحويل الأراضي العشرية إلى أراضى خراج أو العكس .
-اشرف الخلفاء بأنفسهم على جباية الخراج وتشددوا في محاسبة عمال الخراج - لماذا ؟
- لأن الخراج كان يمثل الدخل الرئيسي لبيت المال لاتساع الأراضي الزراعية في الدولة الإسلامية .
-ينفق من هذه الضريبة على رواتب الُجند والمواطنين وكافة احتياجات الدولة .
-ثانياً : الزكاة
الزكاة :هي فريضة فرضها الله على المسلمين وأحد أركان الإسلام الخمسة وتعد مصدر الدخل الثاني لبيت المال .
وما هي مصادر الزكاة ؟.
مصادر الزكاة أربعة هي
1-زكاة النقد ( الأموال)
2-زكاة السوائم ( الماشية)
3- زكاة الزروع والثمار
4- زكاة المعادن والذهب
مصارف الزكاة
حدد القرآن الكريم اوجه صرف الزكاة بقوله تعالي في سورة التوبة:انما الصدقات(الاية)
-ثالثاً : الجزية
الجزية
هي ضريبة فرضت على الفرد غير المسلم وهى ليست من مستحدثات الإسلام فقد عرفت في عهد اليونان والروم بضريبة الرؤوس في القرن الخامس ق.م مقابل حمايتهم من هجمات الفينيقيين وفرضها الروم على الشعوب التي خضعت لحكمهم ثم تبعهم الفرس .
-الجزية في الإسلام هي مبلغ معين يدفعه أهل الذمة ( يهود - مسيحيون - مجوس)
وما الغرض من دفع الجزية ؟
الغرض من دفع الجزية هو نظير ما تقدمه لهم الدولة الإسلامية من حماية ورعاية وعدم اعتناقهم للإسلام وبقائهم على دينهم وعدم إكراههم على تركه
- الجزية تقابل الزكاة المفروضة على المسلمين حتى يتساوى الفريقان المسلم و الذمي فيما يدفعه للدولة من ضرائب .
وهل تسقط الجزية إذا اسلم صاحبها ؟
نعم تسقط الجزية بدخول صاحبها في الإسلام .
وهل هناك من أعفي من دفع الجزية ؟
-أعفي من دفع الجزية النساء والصبيان والشيوخ والرهبان لعدم قدرتهم على الخدمة في الجيش .بينما فرضت فقط على الذكور من الرجال والقادرين منهم.
-رابعاً : الفيء
الفيء : هو ما أفاء به أو أنعم به الله على المسلمين دون قتال من أموال المشركين وأيضا ما صُولح عليه المسلمون من جزية أو خراج.
ويقسم الفيء إلى خمسة اسهم متساوية
على مستحقيها كما ورد في القرآن الكريم
1-سهم للرسول وأزواجه (اسقط أبو بكر هذا السهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم) .
2-سهم لذوى قربى الرسول صلى الله عليه وسلم من بنى هاشم وبنى عبد المطلب .
3-سهم لليتامى .
4-سهم لأبناء السبيل
5-سهم للمساكين
استمر التقسيم على هذا النحو وفقاً لمستحقيه حتى ادخل عمر بن الخطاب الفيء بيت المال ، واصبح يصرف منه على أعمال الدولة وتزويد الجيوش وتأمين الثغور ( المناطق المتاخمة للدولة البيزنطية والفارسية) بالمقاتلين والسلاح .
-خامساً : الغنيمة
الغنائم هي كل ما يناله المسلمون في الحرب من الأعداء الكفار بالقتال عنوة
وهى أربعة أقسام :
1-الأسرى من الرجال
2-السبايا من النساء
3-الأراضي
4-الأموال
الأسرى هم الرجال المقاتلون من الأعداء المشركين الذين يقعون في أيدي المسلمين وقد اختلف في حكمهم منها قبول الفدية أو إطلاق سراحهم أو تبادلهم بأسرى المسلمين وفق ما سار عليه التشريع الإسلامي بعد غزوة بدر وأخيراً القتل وهو نادراً .
سادساً : المكوس
أما المكوس فهي ضريبة فرضتها الدولة الإسلامية مثل :
- ضرائب الجمارك - وهى ضريبة فرضت على كل تجارة داخلة إلى بلاد الإسلام براً أو بحراً .
- ضريبة العشر ( أعشار السفن ) : فرضت على السفن التي تمر بالثغور الإسلامية مرة واحدة في العام بشرط الاتفاق مسبقاً على الضريبة .
- ضريبة الخمس : فرضت على ما يستخرج من البحر من لؤلؤ وعنبر .
- ضريبة المواريث : الأموال التي توفي صاحبها دون وريث .
*مصارف بيت المال
وما إذن أوجه الصرف التي كانت تصرف من بيت المال ؟
كان بيت المال ينفق الأموال على :
1- ديوان العطاء
2- رواتب الجند والولاة
3- صيانة مرافق الدولة
4- أعطيات المسلمين وإنجاز المشروعات الاجتماعية والفقراء
5- الموظفين والقضاة
6- إعداد الجيش وتسليحه بالمعدات الحربية
7- قصر الخليفة
8-السجون والمؤسسات