أثر الوجود الفرنسي في مصر
*أولاً : الآثار السياسية _ دواوين الحكم
ما أثر الوجود الفرنسي في مصر من الناحية السياسية نظام الحكم ؟
عمل نابليون على تنظيم الإدارة والحكم في مصر على النسق الفرنسي بعد الثورة حيث نقل السلطة إلي الطبقة الوسطي ، ولما كان نابليون غريباً عن مصر ولا بد من معرفة المجتمع المصري لكي يخطط سياسته في الحكم .
لذلك رأي أن خير وسيلة هي الاتصال بالعلماء والأعيان لما لهم من مكانه لدي الأهالي وأنه عن طريقهم يستطيع التعرف على فكر المصريين ويقرر ما يراه من أمور سياسية فكانت فكرة الدواوين .
-ديوان القاهرة :
ويتكون من 9 أعضاء من المشايخ للتشاور في أحوال العاصمة .
-دواوين الأقاليم :
جعل لكل مديرية ديواناً يتكون من 7 أعضاء للنظر في المصالح والشكاوى وفض المنازعات بين القرى وحفظ الأمن وجمع الضرائب .
-الديوان العام :
ويتألف من الأعيان والشخصيات ذات النفوذ من أصحاب العلم والكفاية ويضم 9 مندوبين عن كل مديرية 3 علماء - 3 تجار - 3 من مشايخ القري ورؤساء العربان.
ما الهدف من إنشاء الديوان العام ؟
تدريب الأعيان المصريين على نظام مجالس الشورى حيث الاستشارة وتلقي الآراء .
أفاد الديوان الأهالي في مجال القضاء والمواريث والعقارات والضرائب وقد رأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي بالاقتراع السري .
أثناء ثورة القاهرة الأولي عطل نابليون الديوان العام وبعد الثورة أعاد تنظيمه ليكون أكثر قدرة على ممارسة نشاطه بأن قسمه إلي :
1-ديوان عمومي 60عضو بالتعيين-اعيان -مشايخ - علماء - رجال دين - اقباط - اجانب -بحار - اجانب
2-ديوان خاص 14عضو بالانتخاب من ديوان العموم -يجتمع يوميا للنظر في احوال الناس
وعندما تولي مينو قام بدمج الديوانين في ديوان واحد وجعل له اختصاصات واضحة في القضاء .
*ثانياً : الآثار الإقتصادية و الاجتماعية
بم تفسر : عدم تمكن نابليون وكليبر من تنفيذ سياسات خاصة بالناحية الاقتصادية والاجتماعية ؟
لعدم استقرار أحوال الحملة حيث ثورات المصريين ، مطاردة المماليك ، مواجهة الإنجليز والعثمانيين ، عدم دراسة الواقع المصري .
لماذا ظهرت الإصلاحات في عهد مينو، ولم تظهر في عهد نابليون وكليبر ؟
سبق ،وأن عرفنا أنه لم تظهر اصلاحات اقتصادية واجتماعية في عهد نابليون وكليبر بسبب عدم استقرار أحوال الحملة في مصر.
بينما ظهرت الإصلاحات في عهد مينو لأن سياسته كانت تهدف إلي البقاء في مصر وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية والدليل على ذلك زواجه من مصرية وقيامه ببعض الإصلاحات وقدم مشروع مينو العظيم عام 1801 م
وما هي فلسفة مشروع مينو العظيم ؟
1-المساواة بين المصريين في دفع الضرائب
2-حرمان الملتزمين من تولي القضاء والإدارة
3-إلغاء الضرائب التي فرضها الملتزمون والمماليك وجعلها ضريبة واحدة على الأرض حسب عدد الأفدنة وجودة الأرض .
4-تحرير الفلاح من القيود المالية والقضائية ليصبح من حقه التصرف في الأرض وزراعة ما يشاء
ملحوظة : لم ينفذ مشروع مينو بسبب جلاء الحملة سنة 1801 م
ما أثر الوجود الفرنسي في المجال الاقتصادي ؟
( الزراعة - الصناعة- التجارة )
-في مجال الزراعة :
- دراسة مجري النيل وفحص الترع والقنوات
- زراعة جزء من الأراضي للغلات التي تحتاجها فرنسا
- إجراء تجارب لزراعة البن وقصب السكر
- إنشاء حديقة لزراعة الخوخ والمشمش والتفاح
- الاهتمام بزراعة الأرز والقمح والذرة
وقد شهدت الزراعة انتعاشاً كبيراً في مصر خلال السنوات 1800 : 1801 م
-في مجال الصناعة :
- إنشاء عدة مصانع للنسيج والحدادة والساعات والدباغة وحروف الطباعة
- إنشاء طواحين الهواء
- إصلاح دار صناعة السفن (الترسانة) التي كان مراد بك قد أنشأها في بولاق .
- لم تضم هذه الصناعات عمالاً مصريين حتى لا تتسرب أسرار الصناعة الفرنسية بل تم استقدام عمال من فرنسا
-في مجال التجارة :
- الاهتمام بإحياء التجارة وفتح أسواق تجارية في بلاد البحر الأحمر حيث سارت المراكب بين جده وينبع والسويس محملة بالمنسوجات والبن .
-كان ضمن مشروع مينو تكوين علاقات تجارية مع السودان ودار فور والحبشة وشمال أفريقيا .
ما أثر الوجود الفرنسي على الناحية الاجتماعية ؟
-في مجال الصحة :
-أنشئت المحاجر الصحية والمستشفيات العسكرية
2)في مجال القضاء :
عمل نابليون على أن يتولي العلماء المصريون القضاء بدلاً من الأتراك لرفض القاضي التركي الذهاب معه إلي الشام
أفاد ذلك المصريين لأن الأتراك كانوا لا يجيدون اللغة العربية وليس لديهم الكفاءة في الأمور الدينية .
حدد نابليون ضريبة التقاضي 2% بعد أن كانت متروكة للأهواء
رفض مينو مبدأ الدية "الحصول على ثمن دم القتيل"
أنشأ محكمة لكل طائفة من الطوائف الموجودة في مصر أقباط - شوام - يهود
الاستئناف أمام المحكمة الشرعية الإسلامية
تحديد ضريبة التركات بـ 5% على كل من يقيم في مصر
إلزام الجميع بدفع الضرائب بما فيهم الفرنسيين توحيد الضرائب
*ثالثاً : الآثار الفكرية و العلمية
-المجمع العلمي
كانت النتائج العلمية من أبرز نتائج الحملة حيث جاءت ومعها طائفة من العلماء في شتي المجالات والتخصصات 146 عالما
أقام نابليون على جانب الديوان العام مجلساً له صفة علمية وله علاقة بإدارة الحكومة وهو المجمع العلمي
تكون المجمع العلمي من صفوة علماء الحملة مع مجموعة من العسكريين
تألف من 4 أقسام الرياضيات - الطبيعيات - الاقتصاد السياسي - الأدب والفنون
الهدف من المجمع العلمي :
-تقدم العلوم والمعارف
- دراسة أحوال مصر في كافة المجالات
-ابداء الرأي للحكومة في المسائل الهامة ربط العلم بالسياسية
أهم أعمال المجمع العلمي :
1-أقام مطبعتين فرنسية - عربية
2-إنشاء جريدتين فرنسيتين سياسية - علمية-اقتصادية وهما( كوريه دليجيبت"الجوانب المصرية" و لاديكاأجيبسين "العشرية المصرية " )
3-إصدار جريدة باللغة العربية (التنبيه ) لنشر القرارات الإدارية وتحذير المعاديين للفرنسيين
-كان المجمع العلمي بمثابة نافذة أطل منها المصريون على ما يدور في أوربا من تقدم في العلوم والأفكار السياسية والاقتصادية حيث
-نبهت الدواوين المصريين إلي فكرة المشاركة في الحكم بدلاً من فكرة الحكم المطلق .
-الحياة الاجتماعية للفرنسيين نبهت المصريين إلي وجود أنماط من الحياة والعلاقات في أوربا تختلف عن تقاليد المجتمع الشرقي لذلك اتجه البعض إلي تقليد هذا النوع من الحياة .
-ومن أبرز الأعمال التي قام بها المجمع العلمي :
-محاولة شق قناة تربط البحرين الأحمر بالمتوسط
ولم ينفذ المشروع لاعتقاد مهندسي الحملة خطأ أن منسوب البحرين ليس متساوى
-عمل كتاب وصف مصر الذي جمع المعلومات العديدة عن مصر في مختلف المجالات أول موسوعة عن مصر
- كشف حجر رشيد وتمكن شامبليون من فك رموزه ومعرفة اللغة المصرية القديمة مما ساعد على دراسة تاريخ مصر وحضارتها في العصر الفرعوني .
- لا شك أن الحملة الفرنسية بصرف النظر عن وجهتها العسكرية كانت صدمة حضارية وثقافية للمصريين .