[عاطف خليفة]

الثورة العربية 1916 م

-تولي الشريف حسين بن على الإشراف على مكة 1908 م وكان له طموحات في بناء دولة عربية واسعة يكون ملكاً عليها .
- قام ابنه الأمير عبد الله بالإتصال بالسير رونالد ستورز- السكرتير الشرقى فى إدارة المندوب السامى البريطانى فى القاهرة لمعرفة رأي بريطانيا في محاولة الأتراك عزله من مكة - أبدى الإنجليز تعاطفاً معه وزادت حلقات الاتصال بينهما .
ورغم أن حكومة شركة الهند البريطانية كانت تفضل التفاهم مع عبد العزيز آل سعود إلا أن حكومة لندن فضلت التفاهم مع الشريف حسين بسبب :
1-موقعه في مكة
2-حسبه ونسبه
3-عدائه للدولة العثمانية
4-رغبته في أن يصبح ملكاً على العرب
5-اتصاله بالعرب في موسم الحج مما يؤهله لإعلان ثورة وإطلاق نداء يلغي به نداء السلطان
العثمانى .

*مراسلات الحسين - مكماهون

لذا قامت بين الشريف وبريطانيا مراسلات عرفت باسم (مراسلات حسين / مكماهون) وأهم ما جاء بها ما يلي : مطالب (طموحات الشريف حسين )
1-أن يتولى الخلافة بدلاً من السلطان العثماني .
2-استقلال البلاد العربية من مرسين وأطنه شمالاً إلي الخليج العربي شرقاً والمحيط الهندي جنوباً - أي قيام دولة عربية موحدة تضم العراق وشبه الجزيرة العربية والشام ويصبح ملكاً عليها .

*ما موقف بريطانيا من طموحات الشريف حسين ؟

رفضت مطلبه في الخلافة وفي أن يكون ملكاً على العرب بحجة أن لبريطانيا علاقات تعاهدية مع عبد العزيز آل سعود (معاهدة دارين 1915م) ومع الأدارسة في عسير ومع مشيخات الساحل (الخليج) - كما أن اليمن مستقلة .
فلا يبقي له سوي الحجاز ، أما الشام فإن لفرنسا مصالح بها أما العراق فقد خضعت للقوات البريطانية ، ومرسين وأطنة ليست عربيتين

*لماذا أعلن الشريف حسين الثورة رغم موقف بريطانيا المتشدد ؟

لأن الشريف حسين وجد نفسه في موقف صعب . إن لم يعلن الثورة ضد الترك فسوف ينقضون عليه خاصة بعد أن أسندوا ولاية جدة إلي وهيب باشا حتى يعمل على عزله من مكة ، كما أن الشريف حسين لم يشارك الدولة العثمانية في محاربة القوات البريطانية على الجبهة المصرية وعودة القوات العثمانية مهزومة بقيادة جمال باشا الذي عثر على وثائق تدين الزعماء العرب بالتآمر مع أعداء الدولة العثمانية وحكم عليهم بالإعدام ومنهم الشريف حسين
-أعلن الشريف حسين الجهاد ونجحت قواته فى تصفية الوجود العسكرى التركى فى الحجاز بإستثناء حامية المدينة واستولي على العقبة ودخل أبنه فيصل القدس ودمشق وحمص وحماه
- منع القوات العربية من دخول المنطقة المخصصة لفرنسا طبقاً لاتفاقية سايكس/ بيكو
- استولت القوات البريطانية على العراق حتى بغداد ثم استولت على الموصل عقب معاهدة(هدنة مدروس سنة 1918م)

*كيف غدر الحلفاء بالعرب أثناء الحرب العالمية الأولي ؟

*معاهدة ( سايكس / بيكو) 1916م

لقد أزاحت روسيا البلشفية الستار عن مؤامرة واسعة النطاق ضد العرب عقدتها روسيا القيصرية وإنجلترا وفرنسا لإقتسام الدولة العثمانية ورفضتها روسيا البلشفية واقتصرت المعاهدة على إنجلترا وفرنسا والتي عُرفت باسم (سايكس / بيكو) ونصت على ما يلي :
- حصول فرنسا على جنوب الأناضول بما فيه أطنه والإسكندرونة وسورية ولبنان وشمال العراق بما فيه الموصل
- تحصل إنجلترا على ولايتي البصرة وبغداد في العراق وأجزاء من جنوب الشام حتى حدود سيناء الشرقية وحيفا وعكا
- إقامة نظام دولي في فلسطين
- تقسيم المنطقة الصحراوية بين العراق والشام إلي منطقتي نفوذ واحدة بريطانية والثانية فرنسية ، هكذا كانت اتفاقية (سايكس / بيكو 1916م) مناقضة تماماً لاتفاق
(حسين / مكماهون) فقد مزقت شمل الدولة العربية المزعوم إنشاؤها وحرمت الشام والعراق من الاستقلال - كما وضعت فلسطين تحت الوصاية الدولية .

*تصريح بلفور سنة 1917م :

لم يقف غدر إنجلترا للعرب عند هذا الحد بل تعهدت الحكومة البريطانية بتوفير وطن قومي لليهود في فلسطين فيما عرف باسم (تصريح أو وعد بلفور 1917م) - (لمزيد من التفاصيل راجع الفصل الثالث عشر )

*مؤامرات الحلفاء ضد العرب بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي :

انتهت الحرب العالمية الأولى في أواخر 1918 م- ثم عقد مؤتمر الصلح بباريس 1919م بذل الشريف حسين جهوداً لكسب ود أعضاء المؤتمر في قضية استقلال العرب
بينما كان موقف أعضاء المؤتمر غامضاً من القضية العربية بما فيها القضية المصرية

*كيف تم تعديل اتفاقية (سايكس /بيكو) ؟

مؤتمر سان ريمو 1920 م عقد اجتماع في سان ريمو (بإيطاليا ) من ممثلي (إنجلترا - فرنسا - إيطاليا) ونص على ما يلي :
-وضع العراق كله وفلسطين تحت الانتداب البريطاني
-وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي
-تلتزم إنجلترا بتنفيذ وعد بلفور
وهكذا خابت آمال العرب بعد الحرب العالمية الأولى - وامتدت مخالب الاحتلال الإنجليزي والفرنسي على العراق والشام .